ثانيا: أحاديث في الصلاة
  مرة»، قال: ومن يطيق ذلك؟ قال: فقلها في عمرك مرة(١).
  ١٠٤ - وفي الإرشاد الى نجاة العباد: روى عن النبي ÷ أنه قال: «من صلى ركعتين بين العشائين يقرأ في أحدهما من الفرقان الآيات: {تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاء بُرُوجاً}[الفرقان ٦١] حتى يختم السورة، وفي الركعة الثانية من أول سورة المؤمنين حتى يبلغ {فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ}[المؤمنون ١٤]، ثم يقول في كل ركعة: سبحان الله العظيم وبحمده ثلاث مرات، ومثل ذلك: سبحان الله الأعلى وبحمده في السجود - أعطاه الله عشرين خصلة: فيؤمن من شر الجن والإنس، ويعطيه الله كتابه بيمينه يوم القيامة ويؤمن عذاب القبر ومن الفزع الأكبر، ويعلمه الكتاب وإن لم يكن عليه حريصا، وينزع منه الفقر، ويذهب عنه هم الدنيا، ويؤتيه الله الحكمة، ويبصره كتابه الذي أنزل على نبيه، ويلقنه حجته يوم القيامة، ويجعل النور في قلبه، ولا يحزن إذا حزن الناس، ولا يخاف إذا خافوا، ويجعل النور في بصره، وينزع حب الدنيا عن قلبه، ويكتب عند الله من الصديقين».
  ١٠٥ - و في أمالي أبي طالب #: عن علي بن أبي طالب # قال: قال رسول الله ÷: «من أذنب ذنباً فذكره فأفزعه، فقام في جوف الليل فصلى ما كتب الله له، ثم قال: رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت - غُفِرَ له ما لم تكن مظلمة فيما بينه وبين عبد مؤمن، فإن ذلك إلى المظلوم».
  ١٠٦ - وفي مجموع الإمام زيد #: عن علي # قال: قال رسول الله ÷: «ما من امرئٍ مسلمٍ قام في جوف الليل إلى سواكه فاستن به، ثم تطهر للصلاة وأسبغ الوضوء، ثم قام إلى بيت من بيوت اللَّه ø إلاَّ أتاه ملك فوضع فاه على فِيه، فلا يخرج من جوفه شيء إلاَّ دخل جوف الملك حتى يجيئ به يوم القيامة شهيداً شفيعاً».
(١) وفي شرح الإبانة لأبي جعفر الهوسمي |: فأما صلاة التسبيح: فهي ما علم النبي ÷ جعفر بن أبي طالب حين قدم من الحبشة، وهي أربع ركعات بتسليمتين بأي قراءة كانت، بلا أذان ولا إقامة، وذكر مثل ما تقدم بلفظ: سبحان اللَّه والحمد لله ولا إله إلاَّ اللَّه والله أكبر. قال: وتسلم في كل ركعتين منهما، وتصلي هذه الصلاة متى أحببت في ليل، أو نهار من الأوقات التي تجوز النافلة فيها. قال: وروى أبو العباس الحسني، عن الهادي # مثلُ ذلك.
وفي مسائل محمد بن القاسم التي سأل عنها والده الإمام القاسم الرسي #: أما أفضل النوافل من الصلوات فصلاة التسبيح، وهي صلاة جعفر بن أبي طالب التي علمه رسول اللَّه ÷ بخيبر، فقال له النبي ÷: «ألا أهب لك ألا أعطيك، ألا أنحلك؟»، قال: حتى ظننت أن رسول اللَّه ÷ سيعطيني ما لم يعطه أحداً قبلي فعلمني صلاة التسبيح، وهي فمعروفة عند أهل العلم فمن أراد تعلمها.