العتبة المنبرية في الأدلة الخطابية،

عبد الله بن يحيى العجري (معاصر)

ثانيا: أحاديث في الصبر

صفحة 212 - الجزء 1

  الرخاء يعرفك في الشدة، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، قد جف القلم بما هو كائن، فلو أن الخلق كلهم جميعاً أرادوا أن ينفعوك بما لم يقضه الله لك لم يقدروا على ذلك، أو يضروك بما لم يكتبه الله عليك لم يقدروا على ذلك، اعمل لله بالشكر في اليقين، واعلم أن في الصبر على ما تكره خيراً كثيراً، فإن النصر مع الصبر، وإن الفرج مع الكرب، وإن مع اليسر يسراً»، قال: كيف أصنع باليقين يا نبي الله؟ قال: «أن تعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وأن ما أصابك لم يكن ليخطئك، فإذا أنت قد فتحت باب اليقين».

  ٨ - وفي مفتاح السعادة: قال رجل: يا رسول الله، أي العمل أفضل؟ قال: «الصبر والسماحة⁣(⁣١)»، قال: أريد أفضل من ذلك، قال: «لا تتهم الله في شيء من قضائه».

  ٩ - وفي الأمالي الخميسية: عن عمران أبي بكر، حدثني عطاء بن أبي رباح قال: قال لي ابن عباس ®: ألا أريك امرأة من أهل الجنة؟ قال: بلى، قال: هذه المرأة السوداء أتت النبي ÷ فقالت: يا رسول الله، إني أصرع وأنا انكشف، فادع الله لي، قال: «إن شئت صبرت فلك الجنة، وإن شئت دعوت الله أن يعافيك»، فقالت: أصبر، فقالت: إني أتكشف، فادع الله لي أن لا أتكشف، فدعا لها.

  ١٠ - و في الأمالي الخميسية: عن جابر قال: سئل النبي ÷ ما الإيمان؟ قال: «الصبر والسماحة».

  ١١ - وفي الأمالي الخميسية: عن أبي هريرة أن رسول الله ÷ قال: «إن الله تعالى ينزل الرزق على قدر المؤنة، وينزل الصبر على قدر البلية».

  ١٢ - وفي منهل السعادة: عن النبي ÷: «من أقل ما أوتيتم التصبر وعزيمة الصبر، ومن أعطى حظه منهما لم يبال ما فاته من قيام الليل وصيام النهار».

  ١٣ - وفي الأمالي الخميسية: عن عطاء بن يزيد الليثي أن أبا سعيد الخدري أخبره أن أناساً من الأنصار سألوا رسول الله ÷ فلم يسأله أحد منهم شيئاً إلا أعطاه حتى نفد ما عنده، فقال لهم حين أنفق كل شيء عنده: «ما يكون لك عندي من خير لا أدخره، وإنه من يستعف يعفه الله، ومن يستغن يغنه الله، ومن يتصبَّر يصبره الله، ولن تعطوا عطاء خيراً وأوسع من الصبر».


(١) قوله: السماحة يعني المساهلة والتيسير في الأمور من معاملة وغيرها، ويقابلها العسر والتشديد والمضايقة. مفتاح السعادة.