رابعا: أشعار في الغيبة والنميمة
  وأضافوا إليه كبد حسود ... فقئت فوقها عيون رقيب
  ٢١ - لي عندهم يوم التواصل دعوة ... يا معشر الجلساء والندماء
  أشوي بها قلوب الحاسدين بها ... وألسنة الوشاة وأعين الرقباء
  ٢٢ - فاعص الوشاة فإنما ... قول الوشاة هو الفتن
  إن الوشاة إذا أتو ... ك تنصحوا ونهوك عن
  ٢٤ - ويلي من المعرض الغضبان إذ نقل ... الواشي إليه حديثاً كله زور
  سلمت فازور يثني قوس حاجبه ... كأنني قوس خمر وهو مخمور
  ٢٥ - وألقاك بالبشر الجميل مداهناً ... فلي منك خل ما علمت مداهن
  أنتم بما استودعته من زجاجة ... يرى الشيء فيها ظاهراً وهو باطن
  ٢٦ - إن كنت لا ترهب عن ذمِّي لما ... تعرف من صفحي عن الجاهل
  فاخش سكوتي إذ أنا منصتٌ ... فيك لمسموع خنا القائل
  فالسَّامع الذَّمِّ شريكٌ له ... ومطعم المأكول كالآكل
  مقالة السُّوء إلى أهلها ... أسرع من منحدرٍ سائل
  ومن دعا النَّاس إلى ذمِّه ... ذمُّوه بالحقِّ وبالباطل
  فلا تهج إن كنت ذا ريبةٍ ... حرب أخي التَّجربة العاقل
  فإنَّ ذا العقل إذا هجته ... هجت به ذا حبل حابل
  يبصر في عاجل شدَّاته ... عليك غبَّ الضَّرر الآجل
  ٢٧ - فلو شئت أدلي فيكما غير واحد ... علانيةً أو قال عندي في السِّرّ
  فإن أنا لم آمر ولم أنه عائباً ... ضحكت له حتَّى يلجَّ ويستشري
  ٢٨ - تكاشر من لاقيت لي ذا عداوةٍ ... وأنت صديقي ليس ذاك بمستوى
  بدا منك غشٌّ طالما قد كتمته ... كما كتّمت داء ابنها أمُّ مدّوى
  جمعت فحشاً غيبةً ونميمةً ... ثلاث خلالٍ لست عنها بمرعوي
  ٢٩ - إذا لقيتك تبدى لي مكاشرة ... وإن أغب فأنت الهامز الُّلمزه
  ما كنت أخشى وإن طال الزمان به ... حيفٌ على النّاس أن يغتابني غمزه
  ٣٠ - هبني تحرَّزت ممَّن ... ينمُّ بالكتمان