ثانيا: أحاديث في الدنيا
  ١٩ - وفي الاعتبار وسلوة العارفين: قال النبي ÷: «لكل أمة فتنة وعجل، وإن فتنة أمتي وعجلها المال».
  ٢٠ - وفي أمالي أبي طالب #: عن محمدٍ بن أبي طلحة الأنصاري، عن أبيه قال: لبث رسول الله ÷ ثلاثة أيامٍ لم يطعم شيئاً، فخرج علينا اليوم الرابع مستبشراً مسروراً، فقلنا له: سرك الله يا رسول الله وأقر عينيك بشرنا، بآبائنا وأمهاتنا أنت، قال: «نعم جاءني جبريل # في صورةٍ لم يأتني في مثلها قط، شعره كالمرجان ولونه كالدر، براق الثنايا، على فرسٍ من أفراس الجنة، سرجه من ذهبٍ ولجامه من ذهبٍ، تحته قطيفةٌ من إستبرقٍ، فقال لي: يا رسول الله إن السلام يقرؤك السلام ويقول لك: أتحب أن يجعل لك تهامة ذهباً وفضةً تزول معك حيث تزول، ولا ينقصك ذلك مما وعدتك في الآخرة جناح بعوضةٍ، فقلت له: هل أعمر ما خرب الله، يا جبريل إن الدنيا دار من لا دار له، ومال من لا مال له، ويجمعها من لا عقل له، فقال جبريل: وفقك الله يا رسول الله، لقد أخبرني بكلامك هذا إسرافيل تحت العرش من قبل أن آتيك».
  ٢١ - وفي كتاب الأربعون حديثا السيلقية: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ: «إِنَّهُ مَا سَكَنَ حُبُّ الدُّنْيَا قَلْبَ عَبْدٍ إِلاَّ اخْتَصَّ مِنْهَا بِثَلاَثٍ: شُغْلٍ لاَ يَنْفَكُّ عَنَاؤُهُ، وَفَقْرٍ لاَ يُدْرَكُ عَنَاؤُهُ، وَأَمَلٍ لاَ يُنَالُ مُنْتَهَاهُ، إِنَّ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ طَالِبَتَانِ وَمَطْلُوبَتَانِ، فَطَالِبُ الآخِرَةِ تَطْلُبُهُ الدُّنْيَا حَتَّى يَسْتَكْمِلَ رِزْقَهُ، وَطَالِبُ الدُّنْيَا تَطْلُبُهُ الآخِرَةُ حَتَّى يَأْخُذَ الْمَوْتُ بِعُنُقِهِ، أَلاَ وَإِنَّ السَّعِيدَ مَن اخْتَارَ بَاقِيَةً يَدُومُ نَعِيمُهَا، عَلَى فَانِيَةٍ لاَ يَنْفَدُ عَذَابُهَا، وَقَدَّمَ لِمَا يَقْدُمُ عَلَيْهِ مِمَّا هُوَ الآنَ فِي يَدَيْهِ، قَبْلَ أَنْ يُخَلِّفَهُ لِمَنْ يَسْعَدُ بِإِنْفَاقِهِ وَقَدْ شَقِيَ بِجَمْعِهِ وَاحْتِكَارِهُ».
  ٢٢ - وفي كتاب الأربعون حديثا السيلقية: عَنْ عَبْدِاللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ يَقُولُ: «تَكُونُ أُمَّتِي فِي الدُّنْيَا عَلَى ثَلاَثَةِ أَطْبَاقٍ: أَمَّا الطَّبَقُ الأَوَّلُ: فَلاَ يَرْغَبُونَ فِي جَمْعِ الْمَالِ وَادِّخَارِهِ، وَلاَ يَسْعَوْنَ فِي اقْتِنَائِهِ وَاحْتِكَارِهِ، إِنَّمَا رِضَاهُمْ فِي الدُّنْيَا بِسَدِّ جَوْعَةٍ، وَسِتْرِ عَوْرَةٍ، وَغِنَاهُمْ فِيهَا مَا بَلَغَ بِهِمُ الآخِرَةَ، فَأُولَئِكَ الَّذِينَ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ، وَأَمَّا الطَّبَقُ الثَّانِي: فَيُحِبُّونَ جَمْعَ الْمَالِ مِنْ أَطْيَبِ سُؤْلِهِ، وَصرْفَهُ فِي أَحْسَنِ وُجُوِهِه، فَيَصِلُونَ بِهِ أَرْحَامَهُمْ، وَيَبَرُّونَ بِهِ إِخْوَانَهُمْ،