ثانيا: أحاديث في الدنيا
  وَيُوَاسُونَ بِهِ فُقَرَائَهُمْ، وَلَعضُّ أَحَدِهُمْ عَلَى الرَّضَفِ أَسْهَلُ عَلَيْهِ مِنْ أَنْ يَكْتِسِبَ دِرْهَماً مِنْ غَيْرِ حِلِّهِ، أَوْ يَضَعَهُ فِي غَيْرِ وَجْهِهِ، وَأَنْ يَمْنَعَهُ مِنْ حَقِّهِ، وَأَنْ يَكُونَ خَازِناً لَهُ إِلَى حِينِ مَوْتِهِ، فَأُولَئِكَ الَّذِينَ إِنْ نُوقِشُوا عُذِّبُوا، وَإِنْ عُفِيَ عَنْهُمْ سَلِمُوا، وَأَمَّا الطَّبَقُ الثَّالِثُ: فَيُحِبُّونَ جَمْعَ الْمَالِ مِمَّا حَلَّ وَحَرُمَ، وَمَنْعَهُ فِيمَا افْتُرِضَ وَوَجَبَ، إِنْ أَنْفَقُوهُ أَنْفَقُوهُ إِسْرَافاً وَبِدَاراً، وَإِنْ أَمْسَكُوهُ أَمْسَكُوهُ بُخْلاً وَاحْتِكَاراً، فَأُولَئِكَ الَّذِينَ مَلَكَتِ الدُّنْيَا زِمَامَ قُلُوبِهِمْ، حَتَّى أَوْرَدَتْهُم النَّارَ بِذُنُوبِهِمْ».
  ٢٣ - وفي الأمالي الخميسية: عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله ÷: «من أشرب قلبه حب الدنيا التاظ منها بثلاث: شقاء لا ينفد عناؤه، وحرص لا يبلغ غناه، وأمل لا يبلغ منتهاه، فالدنيا طالبة مطلوبة، فمن طلب الدنيا طلبته الآخرة حتى يأتيه الموت فيأخذه، ومن طلب الآخرة طلبته الدنيا حتى يستوفي منها رزقه».
  ٢٤ - وفي الاعتبار وسلوة العارفين: قال النبي ÷: «من غلب علمه هواه فذاك العلم النافع، ومن جعل شهوته تحت قدمه فر الشيطان من ظله، ومن فرح ببعض الدنيا فقد أخطأ الحكمة».
  ٢٥ - وفي مجموع الإمام القاسم الرسي #: قال رسول الله ÷: «تعس عبد الدنيا، تعس عبد الدينار والدرهم، تعس عبد الحلة والخميصة، تعس ثم انتكس [وإذا شِيك] فلا انتقش.
  ٢٦ - وفي كتاب الأربعون حديثا السيلقية: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ: «مَنِ انْقَطَعَ إِلَى اللهِ كَفَاهُ اللهُ كُلَّ مُؤْنَةٍ فِيهَا، وَمَنِ انْقَطَعَ إِلَى الدُّنْيَا وَكَلَهُ اللهُ إِلَيْهَا، وَمَنْ حَاوَلَ أَمْراً بِمَعْصِيَةٍ للهِ كَانَ أَبْعَدَ لَهُ مِمَّا رَجَا، وَأَقْرَبَ مِمَّا اتَّقَى، وَمَنْ طَلَبَ تَحَامُدَ النَّاسِ بِمَعَاصِي اللهِ عَادَ حَامِدُهُ مِنْهُمْ ذَاماًّ، وَمَنْ أَرْضَى النَّاسَ بِسَخَطِ اللهِ وَكَلَهُ اللهُ إِلَيْهِمْ، وَمَنْ أَرْضَى اللهَ بِسَخَطِ النَّاسِ كَفَاهُ اللَّهُ شَرَّهُمْ، وَمَنْ أَحْسَنَ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللَّهِ كَفَاهُ اللَّهُ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّاسِ، وَمَنْ أَحْسَنَ سَرِيرَتَهُ أَصْلَحَ اللهُ عَلاَنِيَّتَهُ، وَمَنْ عَمِلَ لآخِرَتِهِ كَفَاهُ اللَّهُ أَمْرَ دُنْيَاهُ».
  ٢٧ - وفي الاعتبار وسلوة العارفين: عن أبي الدرداء، قال: قال رسول اللّه ÷: «تفرغوا من هموم الدنيا ما استطعتم فإنه من كانت الدنيا أكبر همه أفشى اللّه على ضيعته، وجعل فقره بين عينيه، ومن كانت الآخرة أكبر همه جمع اللّه أمره، وجعل