ثانيا: أحاديث في الدنيا
  الطَّاعَةِ، وَيَصِمُ الْهِمَمَ عَنْ سَمَاعِ الْمَوْعِظَةِ، وَإِيَّاكُمْ وَفُضُولَ النَّظَرِ فَإِنَّهُ يُبْدِرُ الْهَوَى، وَيُوَلِّدُ الْغَفْلَةَ، وَإِيَّاكُمْ وَاسْتِشْعَارَ الطَّمَعِ فَإِنَّهُ يُشْرِبُ الْقَلْبَ شِدَّةَ الْحِرْصِ، وَيَخْتِمُ عَلَى الْقُلُوبِ بِطَابِعِ حُبِّ الدُّنْيَا، وَهُوَ مِفْتَاحُ كُلِّ سَيِّئَةٍ، وَسَبَبُ إِحْبَاطِ كُلِّ حَسَنَةٍ».
  ٤٨ - وفي المختار نقلا عن أمالي أبي طالب #: عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن علي À، قال: قال رسول الله ÷: «هل منكم من يريد أن يعطيه الله علماً بغير تعلم؟ هل منكم من يريد أن يعطيه الله هدى بغير هداية؟ هل منكم من يريد أن يذهب الله عنه العمى، ويجعله بصيراً؟ ألا إنه من زهد في الدنيا، وقصر فيها أمله، أعطاه الله علماً بغير تعلم، وهدى بغير هداية، ألا وإنه من رغب في الدنيا، وأطال فيها أمله، أعمى الله قلبه على قدر رغبته فيها، ألا وإنه سيكون أقوام لا يستقيم لهم الملك إلاَّ بالقتل والتجبر، ولا يستقيم لهم الغناء إلاَّ بالبخل والفجر، ولا تستقيم لهم المحبة في الناس إلاَّ باتباع الهوى، ألا فمن أدرك منكم ذلك، فصبر على الذل، وهو يقدر على العز، وصبر على الفقر وهو يقدر على الغنى، وصبر على البغضة في الناس، وهو يقدر على المحبة، لا يريد بذلك إلاَّ وجه الله، والدار الآخرة أثابه الله ثواب خمسين صدِّيقاً».
  ٤٩ - وفي أمالي أبي طالب #: عن زاذان، قال دخل سعدٌ على سلمان الفارسي رضي الله تعالى عنه، في مرضه وهو يبكي، فقال: يا أبا عبد الله أبشر ما هذا البكاء تقدم على رسول الله ÷ وهو عنك راضٍ، فقال سلمان: يا سعد سمعت رسول الله ÷ يقول: «من سره أن يلحقني فليكن زاده من الدنيا كزاد الراكب أما ترى ما قد جمعنا؟، فبيع كل ما في بيته فبلغ ثمانية عشر درهماً.
  ٥٠ - وفي أمالي أبي طالب #: عن علي #، قال: خطبنا رسول الله ÷ بعد ما صلى العصر فما ترك شيئاً هو كائنٌ بين يدي الساعة إلا ذكره في مقامه ذلك، حفظه من حفظه ونسيه من نسيه، فقال في خطبته: «أيها الناس، إن الدنيا خضرةٌ حلوةٌ، وإن الله مستخلفكم فيها فناظرٌ كيف تعملون، فاتقوا الدنيا، واتقوا النساء، واتقوا الغضب فإنه جمرةٌ تتوقد في جوف ابن آدم، ألا ترون إلى انتفاخ أوداجه وحمرة عينيه؛ فإذا أحس أحدكم بشيءٍ من ذلك فليذكر الله سبحانه وتعالى».