ثالثا: أقوال في القرآن
  ١٤ - قال الإمام المنصور بالله #: الحكمة العلم النافع وهو علم القرآن وتفسير معانيه، وتفصيل مجمله، والمعرفة بأحكام أوامره ونواهيه، ومحكمه ومتشابهه، وخاصه وعامه، ومجمله ومبينه، وناسخه ومنسوخه، والاعتبار بعبره، والفهم لأمثاله العجيبة، وقصصه الغريبة، فهذا عندنا رأس الحكمة، ومفتاح الرحمة.
  ١٥ - عن علي # أنه قال: ضمن الله لمن قرأ القرآن وعمل بمافيه أن لايضل في الدنيا ولايشقى في الآخرة.
  ١٦ - قال نجم آل الرسول الإمام القاسم الرسي @: إن القلوب كالأبنية المصدوعة فيما ينازع إليه من غرائزها المطبوعة، فرمُّوها بالعلم بكتاب الله، والوقوف على محكم تأويله، ففي هذا لها تقويم وتعديل وهداية ونور، ودليل على منهاج خالص الطريق المستأثر بها في حب الله وطاعته، وما أوجب الله على العباد من أثرته وعبادته، فبكتاب الله تنجلي عن القلوب ظلم الحيرة، وبلطيف النظر فيه تدرك حقائق العلم والبصيرة، وقد زعم بعض أهل الحيرة والنقص، ومن لا يعرف النجاة والتخلص أن الإلطاف في النظر يدعو صاحبه إلى الخيلاء والبطر، وإنما يكون ذلك كذلك عند من يريده للترؤس، لا لما فيه ولما جعله الله عليه من حياة الأنفس، فاتقوا مثل هذا عن ضمائركم وسددوا ثلمة عيبه عن سرائركم.
  ١٧ - عن أمير المؤمنين # أنه قال وقد أهوى بيده نحو المشرق: (وهذه الفتن قد أضلت كأنها قطع الليل المظلم كلما مضى منها رَسَلٌ بدا رَسَلٌ، ويل للعرب من شر قد اقترب إلا من فزع إلى الله ø وعترة رسول الله ÷ فعمل بمحكم الكتاب وآمن بمتشابهه، يصبح الرجل مؤمنا فيها ويمسي كافرا، ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا، يموت فيها قلبه كما يموت فيها بدنه، يبيع أقوام دينهم بعرض من الدنيا قليل).
  ١٨ - قال الإمام محمد بن القاسم #: وبعد، فإن الله بفضله ورحمته جعل من عظيم ما من به علينا وعليكم من نعمته ما هدانا وهداكم إليه، ودلنا ودلكم عليه من طلب حقائق الحق، حين ضل عن ذلك كثير من الخلق في تنزيل الله سبحانه وكتابه؛ إذ لا يوصل إلى حقيقة حق إلا بأسبابه، ولا يهتدى إلى صواب رشد إلا بمفاتيح أبوابه، فمن فتح الله له أبواب علم الكتاب علم حقائق البر والهدى والصواب.