رابعا: أشعار في الموت
  عمرُ الفتى حلبة والموتُ غايتها ... والمرء من موتهِ يسعى إلى أمد
  ١٠ - سيصير المرء يوما ... جسدا ما فيه روح
  بين عيني كل حي ... علم الموت يلوح
  كلُّنا في غفلة ... والموت يغدو ويروح
  نح على نفسك يامسـ ... ـكين إن كنت تنوح
  لتموتن وإن عمِّر ... ت ما عمّر نوح
  ١١ - أما والله لو علم الأنام ... لما خلقوا لما هجموا و ناموا
  لقد خلقوا لأمر لو رأته ... عيون قلوبهم تاهوا و هاموا
  ممات ثم قبر ثم حشر ... و توبيخ و أهوال عظام
  ليوم الحشر قد عملت رجال ... فصلوا من مخافته و صاموا
  و نحن إذا أمرنا أو نهينا ... كأهل الكهف إيقاظ نيام
  ١٢ - من يعش يكبر ومن يكبر يمت ... والمنايا لا تبالي من أتت
  كم وكم قد درجت من قبلنا ... بقرون وقرون قد خلت
  نحن في دار بلاء وأذى ... وسقام وعناء وعنت
  منزل ما ثبت المرء به ... سالماً إلا قليلاً إن ثبت
  بينما الإنسان في الدنيا له ... حركات مسرعات إذ خفت
  أنسيت الموت جهلاً والبلى ... فلهت نفسك عنه وسهت
  أيها المغرور ما هذا الصبا ... لو نهيت النفس عنه لانتهت
  إن أولى ما تناهيت له ... لملم ليس منه منفلت
  أبت الدنيا على ساكنها ... في البلا والنقص إلا ما أتت
  رحم الله امرءاً أنصف من ... نفسه أو قال خيراً أو سكت
  ١٣ - ولما قسا قلبي وضاقت مذاهبي ... جعلت الرجا مني لعفوك سلما
  تعاظمني ذنبي فلما عدلته ... بعفوك ربي كان عفوك أعظما
  فما زلت ذا عفو عن الذنب راحماً ... تجود وتعفو منة وتكرما