رابعا: أشعار في الموت
  ١٤ - وإني وأهلي والذي قدمت يدي ... كداع إليه صحبه ثم قائل
  لأصحابه إذ هم ثلاثة إخوة ... أعينوا على أمر بي اليوم نازل
  فراق طويل غير ما مثنوية ... فماذا لديكم في الذي هو غائلي
  فقال امرؤ منهم أنا الصاحب الذي ... أطعتك فيما شئت قبل التزايل
  فأما إذا جد الفراق فإنني ... لما بيننا من خلة غير واصل
  أمدك أحياناً فلا تستطيعني ... كذلك أحياناً صروف التداول
  فخذ ما أردت الآن مني فإنني ... سيسلك بي في مهيل من مهايل
  وإن تبقني لا تبق فاستبقينه ... فعجل صلاحاً قبل حتف معاجل
  وقال امرؤ قد كنت جداً أحبه ... فأوثره من بينهم بالتفاضل
  غنائي أني جاهد لك ناصح ... إذا جد جد الكرب غير مقاتل
  ولكنني باك عليك ومعول ... ومثني بخير عند من هو سائلي
  ومتبع الماشين أمشي مشيعاً ... أعين برفق عقبة كلّ حامل
  إلى بيت مثواك الذي أنت مدخل ... وأرجع حينئذٍ بما هو شاغلي
  كأن لم يكن بيني وبينك خلة ... ولا حسن ود مرة في التباذل
  وذلك أهل المرء ذاك غناؤهم ... وليسوا وإن كانوا حراصاً بطائل
  وقال امرؤ منهم أنا الأخ لا ترى ... أخاً لك مثلي عند جهد الزلازل
  لدى القبر تلقاني هنالك قاعداً ... أجادل عنك في رجاع التجادل
  وأقعد يوم الوزن في الكفة التي ... تكون عليها جاهدا في التثاقل
  فلا تنسني واعلم مكاني فإنني ... عليك شفيق ناصح غير خاذل
  وذلك ما قدمت من كل صالح ... تلاقيه إن أحسنت يوم التفاضل
  ١٥ - إن ذكر الموت أبدى جزعي ... ولمثل الموت أبدي الجزعا
  وله كأس بنا دائرة ... مزجت بالصاب منها السلعا
  كل حي سوف تسقيه وإن ... مد في العيشة منها جرعا
  ١٦ - ابيض رأسي بعد حسن سواد ... ودعا المشيب خليلتي لبعاد