العتبة المنبرية في الأدلة الخطابية،

عبد الله بن يحيى العجري (معاصر)

رابعا: أشعار في الموت

صفحة 451 - الجزء 1

  واستحصد القرن الذي أنا منهم ... وكفى بذاك علامة الحصاد

  ١٧ - لما رأيت الهم قيد همني ... عن شأوها في اللهو واللذات

  واستل شيبي مرهقات وقاره ... في عارضي فغض من حمحاتي

  غربت نفسي عن مطالبة المنى ... مستيقظاً بالرقدة الغفلات

  فاستوحشت من لهوها ونعيمها ... واستأنست بالوجد والخلوات

  عمر الفتى زمن الشبيبة والصبا ... فإذا انقضى فاعدده في الأموات

  ١٨ - فما تزود مما كان يجمعه ... إلا حنوطاً غداة البين في خرق

  وغير نفحة أعوادٍ تشبُ له ... وقلَّ ذلك من زادٍ لمنطلق

  بأي ما بقعة [كانت] منيته ... إن لم يسر طائعاً في قصدها يُسق

  ١٩ - أحمد لنفسك حان السقم والتلف ... ولا تضيعن نفساً مالها خلف

  العمر ينفد والأيام دائرة ... والسبل شتى وسعي الناس مختلف

  والناس في غفلة والموت يرصدهم ... كلٌّ يعلل والأرواح تختطف

  وكل يوم خلا أو ليلة سلفت ... فيها النفوس إلى الآجال تزدلف

  والمرء ضيف بدار لا مقام لها ... فيها الفجائع والروعات ترتدف

  ٢٠ - نراع إذا الجنائز قابلتنا ... ونلهو حين تذهب مدبرات

  كروعة ثلة لمغار ذيب ... فلما غاب عادت راتعات

  ٢١ - لما مات محمد بن علي بن الحسين بن علي $ رثاه أخوه زيد فأنشأ:

  يا موت، أنت سلبتني إلفا ... قدمته وتركتني خلفا

  يا حسرتا، لا نلتقي أبداً ... حتى نقوم لربنا صفا

  ٢٢ - كأني بالتراب عليك ردماً ... بربع لا أرى لك فيه رسما

  أيا هذا الذي في كل يوم ... يساق إلى البلى قدما فقدما

  ضربت عن ادكار الموت صفحا ... كأنك لا تراه عليك حتما

  أشد الناس للعلم ادعاء ... أقلهم لما هو فيه فهما

  ٢٣ - وللموت بين الناس كأس مريرة ... وساق على كره بها طال ما سقى