العتبة المنبرية في الأدلة الخطابية،

عبد الله بن يحيى العجري (معاصر)

رابعا: أشعار في الموت

صفحة 452 - الجزء 1

  فإن يك في الدنيا نعيم فخطرة ... وإن يك تنغيص وشيك فبالحرى

  أخا الموت وابن الموت جداً ووالدا ... ومن أصله الأموات يوماً إذا انتمى

  ٢٤ - وربما غوفص ذو شرة ... أصحَّ ما كان ولم يسقم

  يا واضع الميت في لحده ... خاطبك اللحد ولم تفهم

  ٢٥ - واعظات وما وعظت بشيء ... مثل وعظ السكوت إذ لا يجيب

  ٢٦ - تعطش وجع إن كنت تطلب رأفة ... وعلماً بعطشان الزمان وجائعه

  ولا تنسين الموت في كل لحظة ... فإنك منه راتع في مراتعه

  ٢٧ - كل حي سوف يلقى حتفه ... في مقام أو على ظهر سفر

  اذكر الموت وجَدِّ ذكره ... إن في الموت لذي اللب عبر

  وكفى بالموت فاعلم واعظاً ... لمن الموت عليه قد قدر

  لا يغرنك عيشٌ ساكنٌ ... قد تُوافَى بالمنيات سحر

  ٢٨ - وإنك لا تجدي عليك مودة ... إذا ضمنت يوماً صداك قليب

  مقيم إلى أن يبعث اللّه خلقه ... لقاؤك لا يرجى وأنت قريب

  تزيد بلى في كل يوم وليلة ... وتنسى كما تبلى وأنت حبيب

  ٢٩ - لمَّا ملا أعيناً كانت تؤمله ... وشدَّ ركني واشتدَّت له عضدي

  وقلت: عوني على ما كان من زمنيِ ... البسته مكرهاً أكفانه بيدي

  وقلت: أدخل في غبراء مظلمة ... يا حزن منفرد يبكي لمنفرد

  ٣٠ - لا تأمن الموت في طرف ولا نفس ... وإن تسترت بالحُجَّابِ والحرس

  واعلم بأن سهام الموت قاصدة ... لكل مدرَّع منا ومترَّس

  ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها ... إن السفينة لا تجري على اليبس

  ٣١ - إذا ما المنايا أخطأتك وصادفت ... حميمك فاعلم أنها ستعود

  وإن امرأ ينجو من النار بعدما ... تزود من أعماله لسعيد

  ٣٢ - نحن سفر البلى معرّسنا القبر ... فما بالنا نرمَّ المطيا

  إنما الفصل بيننا أن بعضاً ... يمشي سريعاً وبعضاً بطيا