العتبة المنبرية في الأدلة الخطابية،

عبد الله بن يحيى العجري (معاصر)

رابعا: أشعار في الموت

صفحة 455 - الجزء 1

  بأن سكونها حرك ينادي ... كأن بطون غايتها ظهور

  ٤٥ - ناجتك أجداث وهن سكوت ... أجسامها تحت التراب خفوت

  أيا جامع الدنيا لغير بلاغها ... لمن تجمع الدنيا وأنت تموت

  ٤٦ - أفنيت عمرك إدباراً وإقبالاً ... تبغي البنين وتبغي الأهل والمالا

  فالموت هول فكن ما عشت ملتمسا ... من هوله حيلة إن كنت محتالاً

  فلست ترتاح من موت ومن نصب ... حتى تعاين بعد الموت أهوالا

  أملت بالجهل عمراً لست تدركه ... والعمر لا بد أن يفنى وإن طالا

  كم من ملوك مضى ريب الزمان بهم ... قد أصبحوا عبرا فينا وأمثالا

  ٤٧ - أَرى الْمَوتَ لي حَيثُ اعْتَمَدْتُ كَمينَا ... فَأصْبَحْتُ مَهْمُومًا هُناكَ حَزِينَا

  سَيُلْحِقُني حادِي الْمَنايا بِمَنْ مَضى ... أخَذْتُ شِمالاً أَو أخَذْتُ يَمِينَا

  يَقِينُ الْفَتى بالْمَوتِ شَكٌّ وشَكُّهُ ... يَقينٌ ولكِنْ لا يَراهُ يَقِينا

  عَلَينا عُيُونٌ لِلْمَنونِ خَفيَّةٌ ... تَدِبُّ دَبِيبًا بالْمَنِيَّةِ فِينَا

  وما زالَتِ الدُّنيا تُقَلِّبُ أَهْلَها ... فَتَجْعَلُ ذا غَثَّا وذاكَ سَمِينَا

  ٤٨ - يا نَفْسُ قَدْ أُزِفَ الرَّحيلُ ... وأَظَلَّكِ الْخَطْبُ الْجِليل

  فَتَأهَّبي يا نَفْسِ لا ... يَلْعَبْ بِكِ الأمَلُ الطَّويلُ

  فَلَتَنْزِلِنَّ بِمَنْزِلِ ... يَنْسى الْخَليلَ بِهِ الْخَليلُ

  وَليَرْكَبَنَّ عَلَيكِ فيهِ ... مِنَ الثَّرى ثِقْلٌ ثَقِيلُ

  قُرِنَ الْفَناءُ بِنا فَما ... يَبْقى الْعَزيزُ ولا الذَّلِيلُ

  لا تَعْمُرِ الدُّنْيا فَلَيـ ... ـسَ إِلَى الْبَقاءِ بِها سَبِيلُ

  يا صاحِبَ الدُّنْيا أبِالدُّ ... نْيا تُدِلُّ وَتَسْتَطِيلُ

  كُلٌّ يفارِقُ رُوحَه ... وَبِصَدْرِهِ مِنْها غَلَيلُ

  عَمّا قَلِيلِ يا أخا الـ ... ـشَّهَواتِ أنْتَ لهَا قَتِيلْ

  فَإذا اقْتَضاكَ الْمَوتُ نَفْـ ... ـسَكَ كُنْتَ مِمَّنْ لا يُحِيلْ

  فَهُناكَ ما لَكَ ثَمَّ إلاَّ ... فِعْلُكَ الْحَسَنُ الْجَمِيلُ