العتبة المنبرية في الأدلة الخطابية،

عبد الله بن يحيى العجري (معاصر)

رابعا: أشعار في الموت

صفحة 456 - الجزء 1

  إني أُعِيذُكَ أنْ يَميلَ ... بِكَ الْهَوى فيمَنْ يَمِيلُ

  والْمَوتُ آخِرُ عِلَّةٍ ... يَعْتَلُّها الْبَدَنُ الْعَلِيلُ

  لِدِفاعِ دَائِرَةِ الرَّدى ... يَتَضَايَقُ الرَّأْيُ الأَصِيلُ

  فَلَرُبَّما عَثَرَ الْجَوا ... دُ وَرُبَّما حارَ الدَّليلُ

  ولَرُبَّ جِيلٍ قَدْ مَضى ... يَتْلُوهُ بَعْدَ الْجِيلِ جِيلُ

  وَلَرُبَّ باكِيَةٍ عَلَيَّ ... غَناؤهُا عَنِّي قَليلُ

  ٤٩ - ما هذه الأرواح في أشباحِها ... إلاَّ وَدَائِعُ في غَدٍ سَتُسَلَّمُ

  وإذا أَتَى المَرْءَ الحِمَامُ فَمالَهُ ... مُتأَخَّرٌ عنه وَلا مُتَقَدَّمُ

  والنَّاسُ سَفْرٌ والزَّمَانُ مَطِيَّةٌ ... والعُمْرُ بِيدٌ والقُبُورُ مُخَيَّمُ

  هذا قُصَارِي مَبْلغُ الدُنْيَا فَكُنْ ... يَقظًا ولا يَغْرُوكَ مِنْهَا مبْسِمُ

  والعُمْرُ ثَوبٌ والصِفَاتُ رُقومُهُ ... فاخْتَرْ بأَيِ الوَصِفِ ثَوَبَكَ تَرْقُمُ

  والعُمْرُ رَأْسُ المالِ فاحْفَظْهُ فما ... قَدْ ضَاعَ مِن عُمْرِ الفَتَى لا يُغْرَمُ

  جَدَّ الزمانُ وأنْتَ بَعْدُ لَهَازِلٌ ... لاَهٍ يُغِيرُ بِكَ الزَمَانُ ويُتْهِمُ

  فاعْمَلْ لِنَفْسِكَ صالِحَاً تُجَزْي بِهِ ... يَومَ الحِسَاب فإن عُمْرَكَ مَوسِمُ

  واجْعَلْ مِنَ العِلْمِ الشرِيفِ المرتَضَى ... عِلْمًا يَدُلُّكَ إنَّ دَهْرَكَ مُظْلِمُ

  أطع الإِلهَ ولا تُضِعْ أحْكَامَهُ ... إنَّ المُطْيِعَ عَلَى المُضِيعِ مُقَدَّمُ

  ٥٠ - يا ساكَنِ الْقَبْرِ عَنْ قَليلِ ... ماذا تَزَوَّدْتَ لِلرَّحيل

  الْحَمْدُ للهِ ذِي الْمَعالي ... والْحَولِ والْقُوَّةِ الْجَليل

  إنَّا لَمُسْتَوطِنونَ دارًا ... نَحْنُ بِهَا عَابِرُو سَبيل

  دَارُ أَذًى عليلٌ ... يَشْكو أذَاهَا إلى عَليل

  ٥١ - ستندم عند الموت شر ندامة ... اذا ضم اعضاك الثرى والمطابق

  وعاينت أعلام المنية والردى ... ووافاك ما تبيض منه المفارق

  وصرت رهينا في ضريحك مفردا ... وباعدك الجار القريب الملاصق

  ٥٢ - هُوَ المَوْتُ ما مِنْهُ مَلاذٌ ومَهْرَبُ ... مَتَى حُطَّ ذَا عَنْ نَعْشِهِ ذَاكَ يركَبُ