رابعا: أشعار في الموت
  ٨٩ - مشيناها خطا كتبت علينا ... ومن كتبت عليه خطا مشاها
  وأرزاق لنا متفرقات ... فمن لم تأته منا أتاها
  ومن كتبت منيته بأرض ... فليس يموت في أرض سواها
  ٩٠ - تزود من الدنيا فإنك لا تدري ... إذا جن ليل هل تعيش إلى الفجر
  فكم من صغار يرجى طول عمرهم ... وقد أدخلت أرواحهم ظلمة القبر
  وكم من سليم مات من غير علة ... وكمن من سقيم عاش حيناً من الدهر
  وكم من فتى يمسي ويصبح لاهياً ... وقد نسجت أكفانه وهو لا يدري
  وكم من ساكن عند الصباح بقصره ... وعند المسا قد كان من ساكن القبر
  فكن مخلصاً واعمل الخير دائماً ... لعلك تحظى بالمثوبة والأجر
  وداوم على تقوى الإله فإنها ... أمان من الأهوال في موقف الحشر
  ٩١ - يا مقيماً قد حان منه رحيل ... بعد ذاك الرحيل يوم عصيب
  إن للموت سكرة فارتقبها ... لا يداويك إن أتتك طبيب
  كم تواني حتى تصير رهيناً ... ثم تأتيك دعوة فتجيب
  وتذكر يوماً تحاسب فيه ... إن من يذكر الممات ينيب
  ليس من ساعة من الدهر إلا ... للمنايا عليك رقيب
  كل يوم ترميك بسهم ... إن تحظى يوماً فسوف تصيب
  ٩٢ - الموت في كل يوم ينشر الكفنا ... ونحن في غفلة عما يراد بنا
  لا تطمئن إلى الدنيا وبهجتها ... وإن توحشت من أثوابها الحسنا
  أين الأحبة والجيران ما فعلوا ... أين الذين همو كانوا لنا سكنا
  سقاهم الموت كأساً غير صافية ... فصيرتهم لأطباق الثرى رهناً
  ٩٣ - قدم لنفسك توبة مرجوة ... قبل الممات وقبل حبس الألسن
  بادر بها غلق النفوس فإنها ... ذخر وغنم للمنيب المحسن
  ٩٤ - ألا أيها المغرور مالك تلعب ... تؤمل آمالاً وموتك أقرب
  وتعلم أن الحرص بحر مبعد ... سفينته الدنيا فإياك تعطب