العتبة المنبرية في الأدلة الخطابية،

عبد الله بن يحيى العجري (معاصر)

ثانيا: أحاديث في علامات الساعة والقيامة

صفحة 502 - الجزء 1

  فيقولون: نحن من أمتك، فأقول: كيف خلفتموني في عترتي، وكتاب ربي؟ فيقولون: أما الكتاب فضيعنا، وأما عترتك فحرصنا على أن نبيدهم، فأولي وجهي عنهم، فيصدرون عطاشاً قد اسودت وجوههم، ثم ترد راية أخرى أشد سواداً من الأولى، فأقول لهم من أنتم؟ فيقولون كالقول الأول: نحن من أهل التوحيد، فإذا ذكرت اسمي، قالوا: نحن من أمتك، فأقول: كيف خلفتموني في الثقلين، كتاب الله وعترتي؟ فيقولون: أما الكتاب فخالفنا، وأما العترة فخذلنا، ومزقناهم كل ممزق، فأقول لهم: إليكم عني، فيصدرون عطاشاً مسودة وجوههم، ثم ترد علي راية أخرى تلمع نوراً، فأقول: من أنتم؟ فيقولون نحن أهل كلمة التوحيد والتقوى، نحن أمة محمد، ونحن بقية أهل الحق، حملنا كتاب الله ربنا، فأحللنا حلاله وحرمنا حرامه، وأحببنا ذرية محمد، فنصرناهم من كل ما نصرنا به أنفسنا، وقاتلنا معهم من ناواهم، فأقول لهم: أبشروا فأنا نبيكم محمد، ولقد كنتم كما وصفتم، ثم أسقيهم من حوضي، فيصدرون رواء، ألا وإن جبريل أخبرني بأن أمتي تقتل ولدي الحسين بأرض كرب وبلاء، ألا ولعنة الله على قاتله وخاذله أبد الدهر أبد الدهر».

  ٢٨ - وفي الاعتبار وسلوة العارفين: قال عمر: عهد [إلينا] رسول اللّه ÷ وهو آخذ بلحيته وهو يقول: «شبت قبل أن يحين شيبي، شيبتني هود وأخواتها». ثم بكى حتى بلَّ لحيته.

  ٢٩ - وفي الأمالي الخميسية: عن ابن عباس قال: قال أبو بكر: يا رسول الله أراك قد شبت؟ قال: «نعم، شيبتني هود والواقعة والمرسلات وعم يتساءلون وإذا الشمس كورت».

  ٣٠ - وفي الاعتبار وسلوة العارفين: أمير المؤمنين علي بن أبي طالب #، عن النبي ÷ في قوله [تعالى]: {يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا}⁣[مريم ٨٥]، قال: «والله ما يحشرون على أقدامهم ولا يساقون سوقاً ولكن يؤتون بنوق من الجنة، لم ينظر الخلائق إلى مثلها، رحالها الذهب فيقعدون عليها حتى يردون باب الجنة».

  ٣١ - وفي الاعتبار وسلوة العارفين: أنس، قال: تلى رسول اللّه ÷ هذه الآية: {فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ}⁣[البقره ٢٤]، فقال النبي ÷: