العتبة المنبرية في الأدلة الخطابية،

عبد الله بن يحيى العجري (معاصر)

ثانيا: أحاديث في الجنة

صفحة 534 - الجزء 1

  ٣٥ - وفي الإرشاد إلى نجاة العباد: عن النبي ÷ «إن الدرجة في الجنة كما بين السماء والأرض وارفعها لأكثرهم محبة لله، وأسرعهم التزاما لا مره، وإن الرجل ليرى أخاه من فوق درجته فيقول: يا رب أخي كنا نعمل جميعا في الدنيا والفريضة واحدة؟ فيقال له: إنه كان أفضل منك عملا بمحبته وإرادته ثم يجعل في قلبه الرضاء حتى يرضى».

  ٣٦ - وفي الإرشاد إلى نجاة العباد: روي عن النبي ÷ أنه قال لعلى #: «يا على، إن المتقين إذا خرجوا من قبورهم استقبلوا بنوق عليها رحائل الذهب يستوون عليها فتطير بهم حتى ينتهوا إلى باب الجنة، فإذا حلقة من ياقوت على صفائح الباب، وإذا عند الباب شجرة ينبع من أصلها عينان، فيشربون من إحدى العينين، فلما بلغ الشراب إلى الصدور أخرج اللّه ما في صدورهم من الغل والحسد والبغي، فذلك قوله تعالى: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَاناً}⁣[الحجر ٤٧]، فلما انتهى إلى البطن طهره اللّه من دنس الدنيا وقذرها، وذلك قوله تعالى: {وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَاباً طَهُوراً}⁣[الإنسان ٢١]، ثم اغتسلوا من الأخرى، فجرت عليهم النضرة والنعيم، لا تشعث أشعارهم، ولا تتغير ألوانهم، فيضربون بالحلقة على الصفائح، ولو سمعت لها طنينا يا علي، فيبلغ كل حوراء أن زوجها قد قدم، فتبعث إليه قَيِّمَه، فلولا أن اللّه عرفهم نفسه لخر له ساجدا مما يرى من النور والبهاء والحسن، فيقول: يا ولي اللّه، أنا قيمك الذي وكلت بمنزلك، فينطلق وهو بالأثر حتى ينتهي إلى قصر من الفضة، شُرُفُهُ الذهب، يرى ظاهره من باطنه، وباطنه من ظاهره، فيريد أن يدخله فيقول: يا ولي اللّه، أمامك ما هو أحسن، فينطلق به إلى قصر من الذهب، شرفه فضة، يرى باطنه من ظاهره، وظاهره من باطنه، فيقول: لمن هذا؟ فيقول: هو لك، فقال ÷: ولو مات أحد من أهل الجنة من الفرح لمات هو، فيريد أن يدخله، فيقول: أمامك ما هو أحسن منه، فلا يزال يمر به على قصور جنانه وأنهاره، حتى ينتهي به إلى غرفة من ياقوت أحمر وأخضر وأصفر وأبيض، في الغرفة سرير عرضه فرسخ في طول ميل، عليه من الفرش كقدر سبعين غرفة، بعضها فوق بعض، فراشه نور، وسريره نور، وعلى رأس ولي اللّه تاج، لذلك التاج سبعون ركنا، في كل ركن ياقوتة، تضيء مسيرة ثلاثة أيام للراكب المتعب، ووجهه مثل القمر ليلة البدر، عليه