ثانيا: أحاديث في الجنة
  طوق ووشاحان، له نور يتلألأ، وفي يده ثلاثة أسورة من فضة وذهب ولؤلؤ، وذلك قوله تعالى: {يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ}[الحج ٢٣]، فيهتز السرير فرحا وشوقا إلى ولي اللّه، ويتضع له حتى يستوي عليه، ثم يهتز في السماء، ثم أتاه قهرمانه بقضيب الملك، فجعل ينكت فينظر إلى أساس بنيانه، ويسترقه مخافة أن يذهب بصره، فبينا هو كذلك إذ أقبلت حوراء عيناء، معها سبعون جارية وسبعون غلاما، وعليها سبعون حلة يرى مخ ساقها من وراء الحلل والحلي والجلد والعظم كما يرى الشراب الأحمر في الزجاجة البيضاء، وكما يرون السلك في الدرة الصافية، قال: فلما عاينها نسي كل شي ء قبلها، فتستوي معه على السرير، فيضرب بيده إلى نحرها، وإذا هو يقرأ ما في كبدها وإذا فيه مكتوب: أنت حبي وأنا حبك، إليك اشتهت نفسي، فذلك قوله تعالى: {كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ}[الرحمن ٥٨]، فيتنعم معها سبعون عاما لا تنقطع شهوتها ولا شهوته، فبيناهم كذلك إذ أقبلت الملائكة، وللغرفة سبعون ألف باب، وعلى كل باب حاجب فتقول الملائكة: استأذنوا لنا على ولي اللّه، فتقول الحجاب: إنه ليتعاظمنا أن نستأذن لكم عليه، إنه لمع أزواجه، فيقولون: لابد لنا، إنا رسل الجبار إليه، فيناجونه فيما بينهم، فيقولون: يا ولي الجبار، إن الملائكة يستأذنون عليك، فيقول: ائذنوا، ثم تلا قوله تعالى: {.. وَالمَلاَئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ ٢٣ سَلاَمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ ٢٤}[الرعد]، {وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً ٢٠}[الإنسان].
  ٣٧ - وفي مجموع الإمام زيد #: عن علي #، قال: قال رسول الله ÷: «الجنَّة لبنة من ذهب، ولبنة من فضة، حصباؤها الياقوت والزمرد، ملاطها المسك الأذفر، ترابها الزعفران، أنهارها جارية، ثمارها متدلية، وأطيارها مرنَّة، ليس فيها شمس ولا زمهرير، لكل رجل من أهلها ألف حوراء يمكث مع الحوراء من حورها ألف عام لا تملّه ولا يملّها، وإنَّ أدنى أهل الجنَّة منزلة لمن يغدا عليه ويراح بعشرة ألآف صحفة، في كل صحفة لون من الطعام، له رائحة وطعم ليس للآخر، وإنَّ الرجل من أهل الجنَّة ليمرّ به الطائر فيشتهيه فيخرّ بين يديه، إمَّا طبيخاً وإما مشوياً، ما خطر بباله من الشهوة، وإنَّ الرجل من أهل الجنَّة ليكون في جنَّة من