العتبة المنبرية في الأدلة الخطابية،

عبد الله بن يحيى العجري (معاصر)

المقدمة

صفحة 10 - الجزء 1

  وكان رحمة الله تغشاه في حرصه على هداية الناس، واهتمامه في تصحيح معتقداتهم، ونشر العدل والتوحيد كما وصفه سيدي العلامة الفذ محمد بن عبدالله عوض حفظه الله وأبقاه:

  أحييت توحيد الإله وعدله ... ونشرته نشرا يضيق به الفضا

  وبنيت صوح العلم في أرجائها ... ونصبت أعلام الهدى كي يستضا

  وبنيت دور العلم من آساسها ... فأعدت عهدا قد تقضى وانقضا

  أذكرتنا المنصور والمنصور والـ ... ـهادي ومجد الدين وابن المرتضا

  وفتحت بحر العلم في أرجائها ... فتبارك البحر الدفوق وغيضا

  أما الضلال فقد تضاءل واختفى ... واندق فاقره القوي وأنفضا

  فهناك ضاق الجهل واندحر العمى ... وطوى جوانب بيته أو قوضا

  جعل الهموم جميعها في واحد ... نشر العلوم وما سواه فأعرضا

  فيا أبناء الدين، ويا حملة العلم الشريف، ويا أشبال الشريعة الربانية:

  وقد فتح الحسين لكم طريقا ... الى أوج الكرامة والفخامة

  طريقا كان يسلكه علي ... وسبطاه وزيد ذو الظلامة

  فقام على الطريق لكم ينادي ... كما فعل الألى كانوا علامة

  بنى عزا لأهل البيت طرا ... وأحيا منه ما نخرت عظامه

  وأحيا العدل والتوحيد حقا ... بآنس والحيام وفي تهامة

  تراه مشمرا ليلا نهارا ... حريصا لا تزحزحه السآمة

  وأحيا بالمدارس علم زيد ... وصار العدل والتوحيد هامة

  فلا تدعوا جهوده تذهب سدى.

  وعلينا بالجد والمواصلة في تبليغ الرسالة الربانية، والاجتهاد في نشرها، وبث معالمها، والثبات على ذلك، وعدم اليأس عن بلوغ المراد، والتحاشي عن الكسل والتواني، والتنزه عن الفتور والملل من الدعوة التي هي عتبة باب العلم، ولسان خطاب كتابه ووظيفة الأنبياء والمرسلين.

  فشمروا عن سواعد الجد والمثابرة، واشحذوا الهمم، واركبوا مطايا التوكل في