حلية اللب المصون بشرح الجوهر المكنون،

أحمد بن عبد المنعم الدمنهوري (المتوفى: 1192 هـ)

الباب الرابع في متعلقات الفعل

صفحة 126 - الجزء 1

  أو لتشوق⁣(⁣١) النفس إلى ذكر المسند إليه بأن يكون في المسند طول⁣(⁣٢) يقتضي ذلك، نحو [البسيط]:

  ثلاثةٌ تُشرِقُ الدُّنيا بِبَهجَتِها ... شمسُ الضُّحى وأبو إسحاقَ والقمرُ⁣(⁣٣)

  ومنه: مثال المتن، وتقدم الكلام عليه⁣(⁣٤).

  قال:

الباب الرابع في متعلقات الفعل

  أقول: المتعلقات: جمع متعلق - بكسر اللام وفتحها -: المعمولات التي تتعلق بالفعل، أي: يرتبط معناها به كالمفاعيل وشبهها من حالٍ وتمييز. والمقصود من هذا الباب: بيانُ أحوالِها⁣(⁣٥) من ذكرٍ، وحذف، وتقديم، وتأخير، ونحو ذلك. وحكمُ⁣(⁣٦) أحوال معمولات ما يعمل عمله كاسم الفاعل كذلك، واقتصر في الترجمة على الفعل؛ لأصالته في العمل.

  قال:

  والفعلُ مَعْ مفعولهِ كَالفِعْلِ مَعْ ... فاعِلِهِ فيما لَهُ مَعْهُ اجْتَمَعْ

  وَالغَرَضُ⁣(⁣٧) الإِشْعارُ بِالتَّلَبُّسِ ... بواحدٍ مِنْ صاحبيهِ فَائْتَس


= [يقال]: يجوز تأخيره في تركيب آخر بأن يقال: الأيام سعدت. يعقوبي.

(١) قال ع ق: إن المصنف عبر بالتشوق عن التشويق، قال في شرح الأصل: والغرض من التشويق أن يقع المشوق إليه في النفوس، ويكون له فيها محل. مخلوف.

(٢) أي: إذا كان في المسند المتقدم طول يشوق النفس إلى ذكر المسند إليه، والطول بسبب اشتمال المسند على وصف أو أوصاف متعلقة بالمسند إليه، فيكون ذكره بعدئذٍ أوقع وأتم.

(٣) قائله: محمد بن وهيب، وقد أورده الجرجاني في الإشارات ص ٧٩، والقزويني في الإيضاح ص ١٠٧، وفي التلخيص ص ٣٣. والمراد بأبي إسحاق: محمد المعتصم بن هارون المسمى بالرشيد. والشاهد فيه: تقديم «ثلاثة» وهو المسند.

(٤) قوله: «وتقدم ... إلخ»: هو ما ذكره في الباب الأول عند قول المصنف: الذكر مفتاح لباب الحضرة. مخلوف.

(٥) قوله: «بيان أحوالها» أي: بيان حكم أحوالها. مخلوف.

(٦) قوله: «وحكم» مبتدأ خبره «كذلك». مخلوف.

(٧) قوله: «والغرض»، أي: الذي اشترك فيه كل من الفعل مع الفاعل والفعل مع المفعول المجمل في =