الباب الرابع في متعلقات الفعل
  أو لتشوق(١) النفس إلى ذكر المسند إليه بأن يكون في المسند طول(٢) يقتضي ذلك، نحو [البسيط]:
  ثلاثةٌ تُشرِقُ الدُّنيا بِبَهجَتِها ... شمسُ الضُّحى وأبو إسحاقَ والقمرُ(٣)
  ومنه: مثال المتن، وتقدم الكلام عليه(٤).
  قال:
الباب الرابع في متعلقات الفعل
  أقول: المتعلقات: جمع متعلق - بكسر اللام وفتحها -: المعمولات التي تتعلق بالفعل، أي: يرتبط معناها به كالمفاعيل وشبهها من حالٍ وتمييز. والمقصود من هذا الباب: بيانُ أحوالِها(٥) من ذكرٍ، وحذف، وتقديم، وتأخير، ونحو ذلك. وحكمُ(٦) أحوال معمولات ما يعمل عمله كاسم الفاعل كذلك، واقتصر في الترجمة على الفعل؛ لأصالته في العمل.
  قال:
  والفعلُ مَعْ مفعولهِ كَالفِعْلِ مَعْ ... فاعِلِهِ فيما لَهُ مَعْهُ اجْتَمَعْ
  وَالغَرَضُ(٧) الإِشْعارُ بِالتَّلَبُّسِ ... بواحدٍ مِنْ صاحبيهِ فَائْتَس
= [يقال]: يجوز تأخيره في تركيب آخر بأن يقال: الأيام سعدت. يعقوبي.
(١) قال ع ق: إن المصنف عبر بالتشوق عن التشويق، قال في شرح الأصل: والغرض من التشويق أن يقع المشوق إليه في النفوس، ويكون له فيها محل. مخلوف.
(٢) أي: إذا كان في المسند المتقدم طول يشوق النفس إلى ذكر المسند إليه، والطول بسبب اشتمال المسند على وصف أو أوصاف متعلقة بالمسند إليه، فيكون ذكره بعدئذٍ أوقع وأتم.
(٣) قائله: محمد بن وهيب، وقد أورده الجرجاني في الإشارات ص ٧٩، والقزويني في الإيضاح ص ١٠٧، وفي التلخيص ص ٣٣. والمراد بأبي إسحاق: محمد المعتصم بن هارون المسمى بالرشيد. والشاهد فيه: تقديم «ثلاثة» وهو المسند.
(٤) قوله: «وتقدم ... إلخ»: هو ما ذكره في الباب الأول عند قول المصنف: الذكر مفتاح لباب الحضرة. مخلوف.
(٥) قوله: «بيان أحوالها» أي: بيان حكم أحوالها. مخلوف.
(٦) قوله: «وحكم» مبتدأ خبره «كذلك». مخلوف.
(٧) قوله: «والغرض»، أي: الذي اشترك فيه كل من الفعل مع الفاعل والفعل مع المفعول المجمل في =