حلية اللب المصون بشرح الجوهر المكنون،

أحمد بن عبد المنعم الدمنهوري (المتوفى: 1192 هـ)

الباب الرابع في متعلقات الفعل

صفحة 127 - الجزء 1

  أقول: الفعل مع المفعول كالفعل مع الفاعل في أن الغرض من كل منهما⁣(⁣١) إفادة التلبس به، لا إفادة وجوده فقط⁣(⁣٢) وإلا لقيل⁣(⁣٣): «وجد الضرب» - مثلاً -، إلا أن جهة⁣(⁣٤) التلبس مختلفة، ففي الفاعل: من جهة وقوعه منه، وفي المفعول: من جهة وقوعه عليه، والمميز لذلك⁣(⁣٥): الرفع في الأول، والنصب في الثاني، فقوله: (فيما له معه اجتمع): أي: في الغرض الذي لأجله اجتمع، فضمير (له) عائد على الموصول، واللام: للتعليل، وضمير (معه) عائد إلى الفعل أو الفاعل، وفاعل (اجتمع): إما يعود إلى الفعل أو الفاعل على التقديرين أيضًا، و (صاحبيه): - أي: الفعل - المراد بهما الفاعل والمفعول.

  قال:

  وغيرُ قاصرٍ كقاصِرٍ يُعَدْ ... مَهْما يَكُ المَقْصودُ نِسْبَةً فَقَدْ

  أقول: الفعل: إما أن يكون قاصرًا - أي: غير متعدٍّ -، أو لا.

  الأول: يقتصر على ذكر فاعله معه، نحو: «قام زيد».

  والثاني - أي: المتعدي -: إما أن يقصد الإخبار بالحدث في المفعول دون الفاعل فيبنى للمفعول، نحو: «ضُرِبَ عمرو»، أو يقصد إثباته لفاعله أو نفيه عنه من غير اعتبار تعلقه بمفعول فينزل منزلة القاصر، ولا يقدر المفعول؛ لأن المقدر كالموجود، نحو⁣(⁣٦) قوله تعالى: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ}⁣[الزمر ٩] أي: هل يستوي من


= قوله: «فيما له ... إلخ»، وقوله: «الإشعار»، أي: إشعار التركيب، وقوله: «بالتلبس» أي: تلبس الفعل بواحد من صاحبيه، وهو الفاعل في الأول والمفعول في الثاني. مخلوف.

(١) قوله: «من كل منهما» أي: من الفعل مع الفاعل والفعل مع المفعول. وقوله: «إفادة التلبس به» أي: تلبس الفعل بما ذكر معه المفهوم من السياق. مخلوف.

(٢) قوله: «فقط» أي: من غير إرادة بيان من وقع منه أو قام به أو وقع عليه. مخلوف.

(٣) قوله: «وإلا لقيل» أي: من غير ذكر الفاعل معه ولا المفعول؛ إذ لا يتعلق بهما غرض. مخلوف.

(٤) قوله: «إلا أن» استدراك على قوله: «إفادة التلبس». مخلوف.

(٥) أي: الوقوع عليه والوقوع منه. مخلوف.

(٦) قوله: «نحو قوله ... إلخ» تمثيل للمنزل منزلة اللازم. مخلوف.