حلية اللب المصون بشرح الجوهر المكنون،

أحمد بن عبد المنعم الدمنهوري (المتوفى: 1192 هـ)

الباب الرابع في متعلقات الفعل

صفحة 128 - الجزء 1

  ثبتت له حقيقة العلم ومن لم تثبت له؟ والاستفهام: إنكاري، أي: لا يستوي.

  وقوله: (فقد): بمعنى حسب.

  قال:

  ويُحذفُ المفعولُ للتعميمِ ... وهُجْنةٍ فاصِلَةٍ تَفْهيمِ

  من بعد إبهامٍ ولاختصارِ ... كـ «بلغ المولع بالأذكارِ»

  أقول: يحذف المفعول لإرادة العموم⁣(⁣١) في أفراده، نحو: «قد كان منك ما يؤلم» أي: كل أحد، ومنه: {وَاللّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ}⁣[يونس ٢٥] أي: كلَّ أحد.

  ويحذف لاستهجان الذكر، كقول عائشة ^: «ما رأيت منه ولا رأى مني»، أي: الفرج.

  ويحذف لرعاية الفاصلة، كقوله تعالى: {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى}⁣[الضحى ٣]، أي: وما قلاك، حُذف؛ لأن فواصل الآي على الألف.

  ويحذف للتفهيم، أي: البيان بعد الإبهام⁣(⁣٢)، كما إذا وقع⁣(⁣٣) فعل المشيئة شرطًا فإن الجواب يدل عليه⁣(⁣٤)، نحو: {وَلَوْ شَاء لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ}⁣[النحل ٩]، أي: ولو شاء هدايتكم، فإنه⁣(⁣٥) لما قيل: «لو شاء» علم السامع أن هناك متعلقًا للمشيئة مبهمًا، فإذا سمع الجواب تعين عنده، وهو⁣(⁣٦) أوقع في النفس من ذكره أولًا.


(١) قد يستفاد التعميم من ذكر المفعول بصيغة العموم، بأن يقال: «قد كان منك ما يؤلم كل الناس» أو «كل أحد»، ولكنه يُفَوِّتُ الاختصار.

(٢) أي: الإظهار بعد الإخفاء.

(٣) أي: كحذف مفعول فعل المشيئة في حال وقوع فعل المشيئة شرطا. مخلوف.

(٤) أي: على ذلك المفعول. دسوقي.

(٥) قوله: «فإنه لما قيل ... إلخ» تعليل لدلالة الجواب. مخلوف.

(٦) قوله: «وهو» أي: حذف المفعول والدلالة عليه. وقوله: «أوقع في النفس» أي: بسبب تمكن المحذوف فيها؛ حيث أشير إليه إجمالا ثم ذكر ما يفيده تفصيلا. مخلوف.