الباب الخامس: القصر
  ومنها: التبرك، كالمثال المتقدم(١)، فهو صالح له كسابقه(٢).
  ومنها: رعاية الفاصلة، كقوله تعالى: {ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ ٣١}(٣) [الحاقة].
  قال:
  واحكم لمعمولاتِهِ بما ذُكِرْ(٤) ... والسُّر في الترتيبِ فيها مُشْتَهِرْ
  أقول: حُكْمُ بقية معمولات الفعل كالحال والتمييز - كالمفعول، نحو: «راكبا جاء زيد»، فيفيد ذلك قصر المجيء على حالة الركوب، وقس الباقي.
  فإذا اجتمعت المعمولات للفعل قدم الفاعل، ثم المفعول الأول من باب أعطى؛ لأنه فاعل في المعنى، ثم الثاني. فإذا اجتمعت المفاعيل قدم المفعول به، ثم المصدر، ثم المفعول له، ثم ظرف الزمان، ثم ظرف المكان، ثم المفعول معه، إلى آخر ما هو معلوم في علم النحو.
  قال:
الْبَابُ الْخَامِسُ: الْقَصْرُ
  تَخْصِيصُ(٥) أَمْرٍ مُطْلَقًا بِأَمْرِ ... هُوَ الَّذِي يَدْعُونَهُ بِالْقَصْرِ
  يَكُونُ فِي الْمَوْصُوفِ وَالأَوْصَافِ ... وَهُوَ حَقِيقِيٌّ كَمَا إِضَافِي
  لِقَلْبٍ اوْ تَعْيِينٍ اوْ إِفْرَادِ ... كَـ «إنَّمَا تَرْقَى بِالاسْتِعْدَادِ»
  أقول: القصر معناه لغة: الحبس، ومنه: {حُورٌ مَّقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ}[الرحمن ٧٢].
(١) وهو قوله: «محمدًا اتبعت».
(٢) هو الاهتمام. مخلوف.
(٣) بتقديم {الْجَحِيمَ} على {صَلُّوهُ}؛ لأن فواصل الآي بالهاء، مثل: {فَغُلُّوهُ}. {فَاسْلُكُوهُ} ... الخ.
(٤) قوله: «بما ذكر» أي: بجميع الأحوال المذكورة. مخلوف.
(٥) المراد بتخصيص الأمر بالأمر: الإخبار بثبوت الأمر الثاني للأمر الأول دون غيره، فالقصر مطلقا يستلزم النفي والإثبات. وقوله: «مطلقا» أي: سواء كان ذلك الأمر صفة أو موصوفا، فإن أريد به الصفة كان المراد بالأمر الثاني الموصوف، وإن أريد به الموصوف كان المراد بالأمر الثاني الصفة. دسوقي معنى.