حلية اللب المصون بشرح الجوهر المكنون،

أحمد بن عبد المنعم الدمنهوري (المتوفى: 1192 هـ)

الباب الخامس: القصر

صفحة 132 - الجزء 1

  مثال الأول من الحقيقي، أي: قصر الموصوف على الصفة: «ما زيد إلا كاتب»، أي: لا صفة له غيرها، وهو عزيزٌ لا يكاد يوجد؛ لتعذر الإحاطة بصفات الشيء حتى يمكن إثبات شيء منها ونفي ما عداه بالكلية.

  ومثال الثاني منه، أي: قصر الصفة على الموصوف: «ما في الدار إلا زيد» وهو كثير.

  ومثال الأول من الإضافي، أي: قصر الموصوف على الصفة: «ما زيد إلا كاتب» لمن اعتقد اتصافه بالكتابة والشعر.

  ومثال الثاني منه، أي: قصر الصفة على الموصوف: «ما كاتب إلا زيد» لمن اعتقد اشتراك زيد وعمرو في الكتابة، ويسمى⁣(⁣١) هذا: قصر إفراد، وهو تخصيص أمر بأمر دون آخر، جوابا لمن اعتقد اشتراكهما فيه.

  وهذا هو القسم الأول من أقسام الإضافي.

  الثاني: قصر القلب، وهو تخصيص أمر بأمر مكان آخر، اعتقد السامع فيه العكس.

  مثاله في قصر الموصوف: «ما زيد إلا عالم» لمن اعتقد أنه جاهل.

  ومثاله في قصرها: «ما العالم إلا زيد» لمن اعتقد أن العالم عمرو.

  والثالث: قصر التعيين، وهو تخصيص أمر بأمر مكان آخر، أشكل على السامع تعيين أحدهما.

  مثاله في قصر الموصوف: «ما زيد إلا قائم» لمن تردد في قيامه وقعوده.

  ومثاله في قصرها: «ما قائم إلا زيد» لمن تردد في أن القائم زيد أو عمرو.


= نحوية؛ لأنه مبتدأ.

(١) قوله: «ويسمى» أي: القصر في هذين المثالين. مخلوف.