الباب السادس: في الإنشاء
  وفي التحقير(١)، نحو: «مَنْ أنت؟» لمن تحقر شأنه.
  وفي التنبيه على الضلال(٢)، نحو: {فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ}[التكوير ٢٦].
  وفي الاستبعاد(٣)، نحو: {أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى}[الدخان ١٣].
  وفي الترهيب - أي: التخويف -، نحو: {أَلَمْ نُهْلِكِ الْأَوَّلِينَ}[المرسلات ١٦].
  وفي الإنكار التوبيخي(٤) وهو الذي يقتضي أن ما بعده واقع(٥) وأن فاعله ملوم، نحو: {أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ}[الصافات ٩٥].
  والإبطالي وهو ما اقتضى أن ما بعده غير واقع(٦) وأن مدعيه كاذب، نحو: {أَفَأَصْفَاكُمْ رَبُّكُم بِالْبَنِينَ وَاتَّخَذَ مِنَ الْمَلآئِكَةِ إِنَاثًا}[الإسراء ٤٠]. وهو(٧) المشار إليه بـ (تكذيب).
  قال:
  وَقَدْ يَجِي أَمْرٌ وَنَهْيٌ وَنِدَا ... فِي غَيْرِ مَعْنَاهُ لأَمْرٍ قُصِدَا
  وَصِيغَةُ الأَخْبَارِ تَأْتِي لِلطَّلَبْ ... لِفَالٍ اوْ حِرْصٍ وَحَمْلٍ وَأَدَبْ
= بفائدته ينشأ عنه الهزؤ، فهو مجاز مرسل علاقته اللزوم، كذا قيل، والأحسن أن يكون استخدام أداة الاستفهام في التهكم من باب الكناية. دسوقي.
(١) والعلاقة اللزوم؛ لأن الاستفهام عن الشيء يقتضي الجهل به، وهو يقتضي عدم الاعتناء به، وعدم الاعتناء بالشيء يقتضي استحقاره، فاستعمال الاستفهام فيه إما مجاز مرسل على ما قيل، أو أنه كناية. دسوقي.
(٢) والعلاقة استعمال اسم الملزوم في اللازم؛ لأن الاستفهام عن الشيء يستلزم تنبيه المخاطب عليه، فإذا نبه عليه كان تنبيهاً على ضلاله. وقيل: اللفظ مستعمل في الاستفهام ليتوصل به إلى التنبيه على طريق الكناية. دسوقي معنى
(٣) والعلاقة أن الاستفهام مسبب عن استبعاد الوقوع؛ لأن بُعْد الشيء يقتضي الجهل به، والجهل به يقتضي الاستفهام عنه. دسوقي معنى.
(٤) والعلاقة بين الاستفهام والإنكار: أن المستفهم عنه مجهول، والمجهول منكر، أي: منفي عن العلم، فاستعمل لفظ الاستفهام في الإنكار لهذه الملابسة المصححة للمجاز الإرسالي بمعونة القرائن الحالية. يعقوبي.
(٥) أي: في الماضي أو الحال أو الاستقبال. وقوله: «وأن فاعله» أي: فاعل متعلقه، وهو المنكر. مخلوف.
(٦) أي: فيما مضى كمثال الشارح، أو في الحال أو الاستقبال نحو: {أَنُلْزِمُكُمُوهَا}[هود ٢٨]. مخلوف.
(٧) أي: الإنكار الإبطالي. وقوله: «بتكذيب» أي: المسلط عليها «ذي» المجعولة صفة لإنكار أو المضاف إليها إنكار. مخلوف.