حلية اللب المصون بشرح الجوهر المكنون،

أحمد بن عبد المنعم الدمنهوري (المتوفى: 1192 هـ)

فصل في الموازنة

صفحة 216 - الجزء 1

  ومنها: التشريع،: وهو بناء البيت على قافيتين⁣(⁣١) يصح المعنى عند الوقوف على كلٍّ منهما، كقوله [الكامل]:

  يَا خَاطِبَ الدُّنْيا الدَّنِيَّةِ إنَّهَا ... شَرَكُ الرَّدَى وَقَرَارَةُ الأكْدَارِ⁣(⁣٢)

  ومنها: لزوم ما لا يلزم، وهو أن يجيء قبل حرف الرَّوِيِّ⁣(⁣٣) أو ما في معناه من الفاصلة - ما ليس بلازم للسجع، نحو: {فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ ٩ وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ⁣(⁣٤) ١٠}⁣[الضحى].

  قال في الأصل: وأصل الحسن في ذلك كله⁣(⁣٥) أن تكون الألفاظ تابعة للمعاني دون العكس⁣(⁣٦).


= ملاحظة: الحرف المشدد في هذا الباب في حكم المخفف؛ لأن المعتبر صورة الحرف.

(١) والقافية عند الخليل من آخر حرف في البيت إلى أول ساكن يليه مع الحركة التي قبل ذلك الساكن. مطول.

(٢) البيت لأبي القاسم الحريري، انظر المثل السائر ٣/ ٢١٧ والإيضاح ص ٣٨٩. ومعنى شرك الردى: مصيدة الردى، وقرارة الأكدار: مستقر الأكدار. فقد بنى البيت على قافيتين؛ إذ يصح أن يقال فيه:

يا خاطب الدنيا الدنيـ ... ـة إنها شرك الردى

(٣) وهو حرف تبنى عليه القصيدة وتنسب إليه فيقال: قصيدة لامية أو رائية، ...

(٤) فالراء بمنزلة حرف الروي، ومجيء الهاء قبلها في الفاصلتين لزوم ما لا يلزم؛ لصحة السجع بدونها، نحو: فلا تنهر ولا تسخر. مخلوف.

(٥) أي: جميع المحسنات اللفظية. مخلوف.

(٦) أي: لا تكون المعاني توابع الألفاظ بأن يؤتى بألفاظ متكلفة مصنوعة فيتبعها المعنى كيفما كانت. مخلوف.