السرقات
  فالأولى: تأتي، والثانية: أن يؤخذ المعنى كله: إما بلفظه كله أو بعضه، أو وحده(١)، وهذا معنى قوله: (مسجلا):
  فإن أخذ اللفظ كله من غير تغيير(٢) سمي: انتحالًا ونسخًا(٣)، وهو مذموم، وهذا معنى قوله: (أردؤه انتحال ما قد نقلا بحاله) كما حكي عن عبد الله بن الزَّبِيْر أنه فعل ذلك بقول مُعَن بن أوس [الطويل]:
  إذا أنتَ لَمْ تُنْصِفْ أخَاكَ وَجَدْتَهُ ... على طَرَفِ الْهُجْرَانِ إنْ كانَ يَعْقِلُ
  وَيَرْكَبُ حَدَّ السَّيْفِ مِن أنْ تَضِيمَهُ ... إذا لم يَكنْ عَن شَفْرَةِ السَّيْفِ مَزْحَلُ(٤)
  فإنهما من قصيدة لِمُعن أولها:
  لَعَمْرُكَ مَا أدْرِي وإنِّي لأوْجَلُ ... عَلى أيِّنَا تَعْدُو الْمَنِيَّةُ أوَّلُ
  وفي معناه(٥): أن يبدل بالكلمات أو بعضها ما يرادفها(٦)، وهذا معنى قوله: (وألحقوا المرادفا به).
  وإن كان(٧) مع تغيير لنظمه، أو أَخَذَ بعض اللفظ - سمي: إغارة ومسخًا(٨)،
(١) عطف على قوله: «إما بلفظه»، أي: أو يؤخذ المعنى وحده من غير أخذ اللفظ كله ولا بعضه.
(٢) أي: من غير تغيير لنظمه، أي: لكيفية الترتيب والتأليف الواقعة بين المفردات.
(٣) واشتقاقه من قولهم: نسخت الكتاب، إذا نقلت ما فيه إلى غيره؛ وذلك لأن أحد الشاعرين يأخذ معنى صاحبه وينقله إلى تأليف آخر. الطراز ج ٣.
(٤) البيتان موجودان في خزانة الأدب، والإيضاح ص ٣٩٤، وتاج العروس مادة «وجل»، ولسان العرب.
(٥) أي: معنى أخذ الفظ من غير تغيير للنظم. مخلوف.
(٦) كقول العباس بن عبد المطلب ¥:
وما الناسُ بالناسِ الذين عهدتَهمْ ... ولا الدار بالدارِ التي كنتَ تعلمُ
فإن هذا البيت أورده الفرزدق في شعره إلا أنه أبدل «تعلم» بتعرف حيث قال:
وما الناسُ بالناسِ الذين عهدتَهمْ ... ولا الدار بالدارِ التي كنتَ تعرفُ
(٧) أي: أخذ اللفظ. مخلوف.
(٨) واشتقاقه: من قولهم: مسخت هذه الصورة الآدمية إلى صورة القردة والخنازير، فتارة تكون صورة الشعر حسنة فتنقل إلى صورة قبيحة، وهذا هو الأصل في المسخ، وتارة تكون الصورة قبيحة فتنقل إلى صورة حسنة. الطراز للإمام يحيى بن حمزة # ج ٣.