الاقتباس
  وإنْ تَبَدَّلْتِ بِنَا غَيرَنَا ... «فَحَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوكيلْ»(١)
  وقول الحريري: «قلنا: شاهتِ الوجوهُ وقَبُحَ اللُكَعُ ومَن يرجوه(٢)».
  وقول ابن عباد [مجزوء الكامل]:
  قالَ لي: إنَّ رَقِيبي ... سيِّئُ الخلقِ فدارِهْ
  قلتُ: دَعْنِي وَجْهُكَ «الْجَنَّـ ... ـةُ حُفَّتْ بالمكارِهْ»(٣)
  وهو ضربان:
  ما لم ينقل فيه المقتبس عن معناه الأصلي، كما تقدم(٤)، وهو المراد بـ (ثابت المعاني).
  وخلافه - وهو المراد بـ (المحول) - أي: ما نقل فيه المقتبس عن معناه الأصلي. كقوله [الهزج]:
  لَئِنْ أخْطأتُ في مَدْحِيْـ ... ـكَ مَا أخطأتَ في مَنْعِي
  لَقَدْ أنْزَلتُ حَاجَاتي ... «بِوَادٍ غيرِ ذِي زَرْعِ(٥)»
  ولا بأس بتغيير يسير للوزن أو غيره(٦)، وهو مراده بـ (النزر)، كقوله [مخلَّع البسيط]:
  قَدْ كانَ مَا خِفْتُ أنْ يكونا ... إنَّا إلى اللهِ راجعونا(٧)
  وقوله: (لا معناه) أي: لا يجوز تغيير معنى اللفظ.
  قال:
(١) البيت لأبي القاسم بن الحسين الكاتبي وفيه اقتباسان: الأول: «صبر جميل» مقتبس من سورة يوسف آية ١٨، والثاني: «حسبنا الله ونعم الوكيل» مقتبس من سورة آل عمران آية ١٧٣.
(٢) اللكع: اللئيم، وقال أبو عبيد هو العبد، وفي قوله اقتباس من قول النبيء ÷ يوم حنين للمشركين: «شاهت الوجوه». وهذا مثال للاقتباس من الحديث في النثر.
(٣) قوله: «الجنة حفت بالمكاره» مقتبس من قول الرسول ÷: «حفت الجنة بالمكاره».
(٤) أي: من الأمثلة.
(٥) البيتان لابن الرومي، انظر الإيضاح ص ٤٠٩. وقوله: «بواد غير ذي زرع» اقتباس من سورة إبراهيم الآية ٣٧.
(٦) قوله: «أو غيره» أي: غير الوزن كاستقامة القرائن في النثر. دسوقي.
(٧) البيت لبعض المغاربة عند موت صاحب له. وفيه اقتباس من الآية ١٥٦ من سورة البقرة. وحذف منها ثلاثة أشياء: اللام من «لله»، و «إنا»، والضمير من «إنا إليه»، وزاد لفظ «إلى» لأجل استقامة الوزن.