حلية اللب المصون بشرح الجوهر المكنون،

أحمد بن عبد المنعم الدمنهوري (المتوفى: 1192 هـ)

الاقتباس

صفحة 224 - الجزء 1

  وإنْ تَبَدَّلْتِ بِنَا غَيرَنَا ... «فَحَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوكيلْ»⁣(⁣١)

  وقول الحريري: «قلنا: شاهتِ الوجوهُ وقَبُحَ اللُكَعُ ومَن يرجوه⁣(⁣٢)».

  وقول ابن عباد [مجزوء الكامل]:

  قالَ لي: إنَّ رَقِيبي ... سيِّئُ الخلقِ فدارِهْ

  قلتُ: دَعْنِي وَجْهُكَ «الْجَنَّـ ... ـةُ حُفَّتْ بالمكارِهْ»⁣(⁣٣)

  وهو ضربان:

  ما لم ينقل فيه المقتبس عن معناه الأصلي، كما تقدم⁣(⁣٤)، وهو المراد بـ (ثابت المعاني).

  وخلافه - وهو المراد بـ (المحول) - أي: ما نقل فيه المقتبس عن معناه الأصلي. كقوله [الهزج]:

  لَئِنْ أخْطأتُ في مَدْحِيْـ ... ـكَ مَا أخطأتَ في مَنْعِي

  لَقَدْ أنْزَلتُ حَاجَاتي ... «بِوَادٍ غيرِ ذِي زَرْعِ⁣(⁣٥)»

  ولا بأس بتغيير يسير للوزن أو غيره⁣(⁣٦)، وهو مراده بـ (النزر)، كقوله [مخلَّع البسيط]:

  قَدْ كانَ مَا خِفْتُ أنْ يكونا ... إنَّا إلى اللهِ راجعونا⁣(⁣٧)

  وقوله: (لا معناه) أي: لا يجوز تغيير معنى اللفظ.

  قال:


(١) البيت لأبي القاسم بن الحسين الكاتبي وفيه اقتباسان: الأول: «صبر جميل» مقتبس من سورة يوسف آية ١٨، والثاني: «حسبنا الله ونعم الوكيل» مقتبس من سورة آل عمران آية ١٧٣.

(٢) اللكع: اللئيم، وقال أبو عبيد هو العبد، وفي قوله اقتباس من قول النبيء ÷ يوم حنين للمشركين: «شاهت الوجوه». وهذا مثال للاقتباس من الحديث في النثر.

(٣) قوله: «الجنة حفت بالمكاره» مقتبس من قول الرسول ÷: «حفت الجنة بالمكاره».

(٤) أي: من الأمثلة.

(٥) البيتان لابن الرومي، انظر الإيضاح ص ٤٠٩. وقوله: «بواد غير ذي زرع» اقتباس من سورة إبراهيم الآية ٣٧.

(٦) قوله: «أو غيره» أي: غير الوزن كاستقامة القرائن في النثر. دسوقي.

(٧) البيت لبعض المغاربة عند موت صاحب له. وفيه اقتباس من الآية ١٥٦ من سورة البقرة. وحذف منها ثلاثة أشياء: اللام من «لله»، و «إنا»، والضمير من «إنا إليه»، وزاد لفظ «إلى» لأجل استقامة الوزن.