ويشترط في الحل والعقد والتضمين: أن يكون الكلام مشهورًا؛ لئلا يؤدي إلى تهمة فاعله بالكذب. والمنع مطلقا - مشهورًا كان أو غيرَ مشهورٍ - مذهبُ الإمام مالك ¦.

  قال:

التَّلْمِيحُ

  إِشَارَةٌ لِقِصَّةٍ شِعْرٍ مَثَلْ ... مِنْ غَيْرِ ذِكْرِهِ فَتَلْمِيحٌ كَمَلْ⁣^(⁣١)

  أقول: التلميح⁣^(⁣٢): الإشارة إلى قصة أو شعر أو مثل من غير ذكره⁣^(⁣٣) كقوله [الطويل]:

  فَوَاللهِ ما أدرِي أأحْلَامُ نَائِمٍ ... ألَمَّتْ بِنا أم كانَ في الرَّكْبِ يُوْشَعُ⁣^(⁣٤)

  إشارة إلى قصة يوشع # واستيقافه⁣^(⁣٥) للشمس، وكقوله [الطويل]:

  لَعَمرٌو مَعَ الرَّمْضَاءِ والنَّارُ تَلتَظِي ... أرَقُّ وأَحْفَى مِنكَ في ساعةِ الكَرْبِ⁣^(⁣٦)

  إشارة إلى البيت المشهور [البسيط]:

  الْمُستَجيرُ بِعمرٍو⁣^(⁣٧) عندَ كُرْبَتِهِ ... كَالْمُستجيرِ مِنَ الرَّمْضَاءِ بالنَّار

(١) قوله: «كمل» أي: حد التلميح، وهو تكميل. مخلوف.

(٢) التلميح - بتقديم اللام على الميم -: من لمحه، إذا أبصره ونظر إليه، وكثيرا ما تسمعهم يقولون في تفسير الأبيات: في هذا تلميح إلى قول فلان، وأما التمليح - بتقديم الميم على اللام - فهو مصدر ملح الشاعر، إذا أتى بشيء مليح. مطول.

(٣) أي: ذكر واحد من القصة أو الشعر أو المثل.

(٤) هذا مثال على التلميح إلى قصة، والبيت لأبي تمام انظر الإيضاح ص ٤١٦، وقبله:

لحقناهم بآخرهم وقد حَوَّم الهوى ... قلوبا عهدنا طيرها وهي وقَّعُ

وردتْ علينا الشمس والليل راغم ... بشمس لهم من جانب الخدر تطلعُ

والشاهد: إشارته في عجز البيت إلى قصة يوشع بن نون فتى موسى، فإنه روي أنه قاتل الجبارين يوم الجمعة، فلما أدبرت الشمس خاف أن تغيب قبل أن يفرغ منهم ويدخل السبت فلا يحل قتالهم فيه، فدعا الله تعالى فرد له الشمس حتى فرغ من قتالهم. الإيضاح والمطول.

(٥) أي: طلبه وقوف الشمس.

(٦) قائله: أبو تمام، انظر ديوانه ٤٣٣، وهو مثال الإشارة إلى شعر.

(٧) عمرو هو جساس بن مرة؛ وذلك لأنه لما رمى كليبًا بالسهم ووقف على رأسه قال له كليب: يا عمرو، =