تذنيب في ألقاب من الفن
  وكقولك لشخص تعجل السيادة والتصدر قبل أوانهما: «لا تَعجَل تُحرَم»، تشير إلى قولهم: «من تعجل شيئا قبل أوانه عوقب بحرمانه».
  قال:
تَذْنِيبٌ فِي أَلْقَابٍ مِنَ الْفَنِّ
  مِنْ ذَلِكَ التَّوْشِيعُ وَالتَّرْدِيدُ ... تَرْتِيبٌ اخْتِرَاعٌ أَوْ تَعْدِيدُ
  كَالتَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونْ ... السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونْ
  أقول: التذنيب: جعل الشيء ذنابة للشيء وتكميلا له. والألقاب: الأسماء.
  وما ذكره هنا:
  منه ما يرجع للضرب المعنوي(١) من البديع، ومنه ما يرجع إلى اللفظي.
  من ذلك: التوشيع(٢)، وهو ذكر شيء في عجز الكلام مفسرًا بمتعاطفين، كقوله عليه الصلاة والسلام: «يشيب ابن آدم ويشبُّ معه خصلتان: الحرص وطول الأمل».
  ومنه: الترديد(٣)، وهو تعليق الكلمة في الفقرة أو المصراع بمعنيين، نحو: {حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللّهِ اللّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَاتِهِ}[الأنعام ١٢٤].
  وكقوله [البسيط]:
  صهباءُ لا تَنزلُ الأحزانُ ساحَتَها ... إن مَسَّها حَجَرٌ مسَّتْهُ سَرَّاءُ(٤)
= أغثني بشربة ماء، فأجهز عليه، فقيل: «المستجير بعمرو ... الخ. وهو للتكلام الضبعي.
(١) كالتوشيع والترديد والترتيب والاختراع. وقوله: «ومنه ... إلخ» كالتعديد. مخلوف.
(٢) التوشيع: لف القطن بعد الندف. صحاح.
(٣) الترديد: هو أن يعلق المتكلم لفظة من الكلام بمعنى ثم يردها بعينها ويعلقها بمعنى آخر، ففي قوله تعالى: {حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللّهِ اللّهُ أَعْلَمُ} ربط لفظ الجلالة أولًا بـ «رسل» وثانيًا بـ «أعلم».
(٤) البيت لأبي نواس من قصيدة مطلعها:
دع عنك لومي فإن اللوم إغراء ... وداوني بالتي كانت هي الداء
انظر ديوان أبي نواس.
والشاهد في قوله: «إن مسها ... مسته» ويسمى هذا النوع ترديد الجُمل. فعلق المس أولا بالحجر، ثم علقه ثانيا بالسراء، ولك أن تقول: علق أولا المس بالصهباء، ثم علقه ثانيا بالحجر، والأول منظور فيه =