[تقديم الشارح]
  وأجيب: بأن كلًّا منهما كما يُحَصِّلُ البركة لغيره ويمنع نقصه كذلك يجب أن يُحصِّل مثل ذلك لنفسه، كالشاة من الأربعين تزكي نفسها وغيرها.
  والباء في البسملة متعلقة بمقدَّر، وكونُه فعلًا، ومن مادة التأليف هنا، ومتأخرًا - أولى.
  أما الأول: فلأصالةِ الفعل في العمل.
  وأما الثاني: فلأنه أمسُّ بالمقام؛ إذ لا يشعر تقدير خلافه بما جعلت البسملة مبدأً له.
  وأما الثالث: فلأن تقديم المعمول هنا أدخل في التعظيم، ودالٌّ على الاختصاص كما في: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ}[الفاتحة ٥].
  والاسم - عند البصريين -: أحد الأسماء التي كثُر استعمالها فخفف بحذف أعجازها وتسكين أوائلها، ثم اجتلبت همزة الوصل عند الابتداء بها؛ توصلا للنطق بالساكن.
  واشتقاقه: من السُّمُوِّ(١)، فأصله عند البصريين: «سُِمْوٌ»، ووزنه «فُِعْلٌ»، وبعد التغيير: «افع».
  وعند الكوفيين: أصله: «وَسْمٌ»، حذفت الواو وعوض عنها همزة الوصل. واشتقاقه: من السِّمَة، وهي العلامة، فالوزن قبل التغيير: «فَعْلٌ»، وبعده: «اعل».
  و (الله(٢)): عَلَمٌ على الذات الواجب الوجود. ووصف الذات بما بعدها(٣) بيانٌ للمسمى، لا لاعتباره فيه؛ وإلا لكان المسمى مجموع الذات والصفة، وليس كذلك؛ بل هي وحدها، وقيل: مع الصفة.
(١) وهو العلو.
(٢) اختلف في لفظ الجلالة هل هو علم أو لا؟ فقالت الزيدية وأكثر المعتزلة: إنه اسم بإزاء صفة ذات، وتلك الصفة هي صفات الكمال التي لأجلها يحق له العبادة، ومعنى أنه موضوع بإزائها: أنه إذا أطلق تفهم تلك الصفات. قالوا: وليس بعَلَم؛ لأن الأعلام لا تفيد أكثر من تمييز مسمياتها. وهو في الأصل من أسماء الأجناس؛ لأن أصله «الإله» يطلق على كل معبود بحق أو باطل، وقال الرازي: إنه علم لله، وحكاه في الأساس عن النحاة. من مفتاح السعادة.
(٣) وهو قوله: «الواجب الوجود». مخلوف.