حلية اللب المصون بشرح الجوهر المكنون،

أحمد بن عبد المنعم الدمنهوري (المتوفى: 1192 هـ)

[بلاغة الكلام والمتكلم]

صفحة 53 - الجزء 1

  وللثاني بقوله: (وما من التعقيد ..) البيت، فقوله: (يقي) أي: يحفظ، و (من التعقيد): يتعلق به، و (انتُقي): اختير.

  وللثالث بقوله: (وما به ..) البيت، و (ما): مبتدأ، و (به): متعلق بِـ: (تعرف)، و (يُدعى) - أي: يسمى - خبر (ما).

  وقوله: (والسلام): أي: على من اتبع الهدى، تكميل.

  ولما كان هذا التأليف في علم البلاغة وتوابعها انحصر مقصوده في ثلاثة فنون. وكثير من الناس يسمي الجميع: علم البيان، وبعضهم يسمي الأول: علم المعاني، ويسمي الأخيرين - أي: البيان والبديع - علم البيان، والثلاثة: علمَ البديع.

  أما تسمية الأول بالمعاني فلتعلقه بالمعاني؛ لأن به الاحتراز عن الخطأ في المعنى.

  وأما تسمية الثاني بالبيان فلتعلقه بإيراد المعنى الواحد بطرق مختلفة؛ لأجل بيان المعنى وإيضاحه.

  وأما تسمية الثالث بالبديع فلبحثه عن المحسنات، ولا شك في بداعتها وظرافتها.

  وأما تسمية الفنون الثلاثة بالبيان فلأن البيان هو المنطق الفصيح الْمُعْرِب عما في الضمير، ولا شك في تعلق الثلاثة به⁣(⁣١) تصحيحا وتحسينا.

  وأما تسمية الفنين الأخيرين بالبيان فلتغليب حال الفن الثاني على الثالث. والأول بالمعاني لما تقدم.

  وأما تسمية الفنون الثلاثة بالبديع: فلأنه لا خفاء في بداعتها⁣(⁣٢) وظرافة لطائفها والله أعلم.


(١) يعني أن هذه الفنون الثلاثة لها تعلق بالكلام الفصيح تصحيحًا وتحسينًا.

(٢) أي: أن هذه العلوم الثلاثة لما فيها من بديع الصنعة سميت بديعًا.