حلية اللب المصون بشرح الجوهر المكنون،

أحمد بن عبد المنعم الدمنهوري (المتوفى: 1192 هـ)

الباب الأول: أحوال الإسناد الخبري

صفحة 74 - الجزء 1

  الاستعارة بالكناية⁣(⁣١)، بجعل الربيع - مثلا في المثال - استعارة عن الفاعل الحقيقي بواسطة المبالغة في التشبيه، وجعل نسبة الإنبات إليه - الذي هو من لوازم الفاعل الحقيقي - قرينة الاستعارة.

  ورَدَّهُ الأصل⁣(⁣٢) بوجوه لم تسلم له، ليس هذا الاختصار محل بسطها، فليرجع إلى الأصل وشرحه للسعد من أراد الوقوف على ذلك.


(١) وتعريف الاستعارة بالكناية عند السكاكي: أن تذكر المشبه وتريد المشبه به بواسطة قرينة وهي أن تنسب إليه شيئًا من اللوازم المساوية للمشبه به، مثل أن تشبه المنية بالسبع ثم تفردها بالذكر وتضيف إليها شيئًا من لوازم السبع فتقول: مخالب المنية نشبت بفلان. المطول.

(٢) قال في التلخيص وشروحه: (وفيه نظر؛ لأنه يستلزم أن يكون المراد بعيشة في قوله تعالى: {فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ ٢١} صاحبها؛ لما سيأتي) في الكتاب من تفسير الاستعارة بالكناية على مذهب السكاكي، ويستلزم ألا تصح الإضافة في نحو: نهاره صائم؛ لبطلان إضافة الشيء إلى نفسه، ويستلزم ألا يكون الأمر بالبناء في: {يَاهَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا} لهامان؛ لأن المراد به حينئذ هو العملة أنفسهم، ويستلزم أن يتوقف نحو: أنبت الربيع البقل مما يكون الفاعل الحقيقي هو الله تعالى على السمع، واللوازم كلها منتفية، فينتفي كونه من باب الاستعارة بالكناية.

والجواب أن مبنى هذه الاعتراضات على أن مذهب السكاكي في الاستعارة بالكناية أن يذكر المشبه ويراد المشبه به حقيقة، وليس كذلك؛ بل مذهبه أن يراد المشبه ادعاء ومبالغة؛ لظهور أن ليس المراد بالمنية في قولنا: مخالب المنية نشبت بفلان هو السبع حقيقة. باختصار