حلية اللب المصون بشرح الجوهر المكنون،

أحمد بن عبد المنعم الدمنهوري (المتوفى: 1192 هـ)

الباب الثاني: في المسند إليه

صفحة 84 - الجزء 1

  والمراد⁣(⁣١) بأبي لهب في المثال: الشخص المعلوم. ومَن فهم خلاف ما تلوته عليك⁣(⁣٢) فيكفيه رد السعد⁣(⁣٣) عليه في شرح الأصل.

  قال:

  وكونُهُ بِالوَصْلِ لِلتَّفْخيمِ ... تَقْريرٍ اوْ هُجْنَةٍ اوْ تَوْهيمِ

  إيماءٍ او توجُّهِ السامِعِ لَهْ ... أوْ فَقْدِ عِلْمِ سامِعٍ غَيْرِ الصِّلةْ

  أقول: من مرجحات كون المسند إليه اسمًا موصولًا: التفخيم.

  وقدمه على اسم الإشارة - مع أن اسم الإشارة أعرف منه؛ لمعرفة السامع مدلوله بالقلب والبصر، بخلاف الموصول - عملًا بقوله في الخطبة: (سلكت ما أبدى من الترتيب) فهو تابع، ولا لوم على التابع.

  نحو: {فَغَشِيَهُم مِّنَ الْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ}⁣[طه ٧٨]، أي: موج عظيم لا يُكْتَنَهُ كُنْهُهُ، ولا يمكن وصفه، فإن في هذا الإبهام من التفخيم ما لا يخفى⁣(⁣٤)، فلو قيل: «فغشيهم الغرق» لم يُفِدْ هذا التفخيم.

  ومنها: تقرير الغرض المسوق له الكلام - أي: زيادة التقرير والتقوية⁣(⁣٥) - وقيل: تقرير المسند⁣(⁣٦)، وقيل: المسند إليه، نحو: {وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا


= متعلق بمحذوف، أي: الملحوظ لغة، أي: بعد المعنى الأصلي. وقوله: «لأن الظاهر» علة للنفي في قوله: «وليس المراد». وقوله: «إذ قيل» علة لكون الظاهر خلافه. مخلوف بتصرف.

(١) قوله: «والمراد» راجع لما قبل قوله: «وليس المراد» أتى به لإفادة ما انبنت عليه الكناية. مخلوف.

(٢) أي: بأن قال: المراد بالكناية هنا أن يطلق اللفظ ويراد به لازم معناه الذي اشتهر به كما يقال في شخص ما: جاء حاتم، ويراد به لازمه، أي: جواد، أو الذي لم يشتهر به كما يقال: جاء أبو لهب، ويراد به لازمه في الجملة، أي: جهنمي، ولا يراد به الشخص المسمى بحاتم ولا بأبي لهب. من اليعقوبي. مخلوف.

(٣) انظر المطول شرح مفتاح العلوم لسعد الدين التفتازاني ص ٢١٧ - تحقيق د. عبد الحميد هنداوي.

(٤) وذلك لأنه يشير إلى أن ما غشيهم بلغ من العظم غاية لا تدرك ولا تفي العبارة ببيانها. والعظم: من حيث الكم؛ لكثرة الماء المجتمع وتضمنه أنواعا من العذاب، ومن حيث الكيفية؛ لسرعته في الغشيان؛ لأن الماء المجتمع بالقسر إذا أرسل على طبعه كان في غاية السرعة، ولإحاطته بجميعهم بحيث لا يتخلص واحد منهم. دسوقي.

(٥) في نفس السامع. مخلوف.

(٦) أي: من حيث وقوعه وثبوته. وقوله: «وقيل: المسند إليه» أي: من حيث تعينه. مخلوف.