علوم البلاغة (البيان المعاني البديع)،

أحمد بن مصطفى المراغي (المتوفى: 1371 هـ)

الباب الثاني عشر في الايجاز والاطناب والمساواة وفيه خمسة مباحث

صفحة 197 - الجزء 1

  (أ) التنزيه والتعظيم، كقوله تعالى: {وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَناتِ سُبْحانَهُ وَلَهُمْ ما يَشْتَهُونَ}⁣(⁣١) فسبحانه⁣(⁣٢) مسوق للتنزيه عن اتخاذ البنات.

  (ب) أو التقرير في نفس السامع نحو: {وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فَادَّارَأْتُمْ}⁣(⁣٣) فِيها وَاللهُ مُخْرِجٌ ما كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ فَقُلْنا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِها⁣(⁣٤) فقوله: والله مخرج، جاءت معترضة لتقرير أن تدافع بني إسرائيل في قتل النفس ليس نافعا في إخفائه وكتمانه، لأن من لا تخفى عليه خافية مظهره لا محالة.

  (ج) أو التصريح بما هو المقصود، كقول كثير عزة:

  لو أن الباخلين وأنت منهم ... رأوك تعلّموا منك المطالا

  فقوله: وأنت منهم، تصريح بما هو المقصود من ذمة وتأكيد، لانصراف الذم اليه.

  (د) أو الدعاء، كقول أبي الطيب:

  ويحتقر الدنيا احتقار مجرّب ... يرى كلّ ما فيها وحاشاك فانيا

  فقوله: وحاشاك، اعتراض حسن في موضعه، والواو في مثله اعتراضية ليست عاطفة ولا حالية⁣(⁣٥).

  (ه) أو تنبيه المخاطب على أمر يؤكد الإقبال على ما أمر به مما فيه مسرته كقوله:

  واعلم فعلم المرء ينفعه ... أن سوف يأتي كل ما قدرا

  (و) أو الاستعطاف، كقول المتنبي:

  وخفوق قلب لو رأيت لهيبه ... يا جنتي لرأيت فيه جهنما

  (ز) أو تنبيه المخاطب على أمر غريب، كقوله:


(١) سورة النحل الآية ٥٧.

(٢) هو جملة لأنه مصدر بتقدير الفعل.

(٣) تدافعتم واختصمتم.

(٤) سورة البقرة الآية ٧٢.

(٥) الفرق بين الواو الحالية والاعتراضية بالقصد، فان قصد كون الجملة قيدا للعامل، فهي حالية، وإلا فهي اعتراضية.