المبحث العشرون في المجاز العقلي أو المجاز الحكمي
  وقد جعل ذلك شيمة الزمان وطبيعة الحدثان، في كل عصر وأوان، ولا تجد ذلك المعنى مستبينا اذا أنت قد قلت: سيبدو على صفحات الزمان ما كان أمره خفيا، وما لم تجده من الشؤون جليا.
تدريب أول
  بيّن المجاز العقلي واذكر علاقته فيما يلي:
  ١ - أهلكنا الليل، والنهار معا ... والدهر يغدو مصمما جذعا(١)
  ٢ - ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا ... ويأتيك بالأخبار من لم تزود
  ٣ - ولما رأيت الخيل تترى أثائجا ... علمت بأن اليوم أحمس فاجر(٢)
  ٤ - وكل امرئ يولي الجميل محبب ... وكل مكان ينبت العز طيب
  ٥ - محا البين ما أبقيت عيون المها مني ... فشبت ولم أفض اللباثة من سني
  ٦ - سل الجيزة الفيحاء عن هرمي مصر ... لعلك تدري بعض ما لم تكن تدري
الاجابة
  ١ - إسناد الإهلاك الى الليل والنهار مجاز عقلي علاقته الزمانية، لأن الفاعل هو الله، وهذان زمنان له.
  ٢ - الأيام لا تظهر مجهولا، بل يظهر ذلك فيها، فهو مجاز عقلي، علاقته الزمانية.
  ٣ - وصف اليوم بالفجور مجاز، علاقته الزمانية، لأن الفجور صفة لما يقع فيه.
  ٤ - العز ينبت في المكان، ولا ينبته المكان، فهو مجاز عقلي، علاقته المكانية.
  ٥ - إسناد المحو الى البين مجاز عقلي، علاقته السببية، لأن البين لا يمحو شيئا بل هو سبب فيه.
(١) المصمم من الإبل الصابر على السير أو الماضي فيه، والجذع الشاب الحدث.
(٢) تترى: تتتابع، والأثائج: الصائحات، والأحمس: الصلب الشديد، والفاجر: المنبعث في المعاصي.