علوم البلاغة (البيان المعاني البديع)،

أحمد بن مصطفى المراغي (المتوفى: 1371 هـ)

تنبيهات

صفحة 357 - الجزء 1

  (أ) قلب الكل، كقولهم: حسامه فتح لأوليائه، حتف لأعدائه.

  (ب) قلب البعض، كقوله #: «اللهم استر عوراتنا وآمن روعاتنا»، وقول بعضهم: رحم الله امرأ أمسك ما بين فكيه، وأطلق ما بين كفيه.

تنبيهات

  الأول - اذا وقع أحد المتجانسين جناس القلب في أول البيت والآخر في آخره سمي مقلوبا مجنحا⁣(⁣١)، كقول ابن نباته المصري:

  ساق يريني قلبه قسوة ... وكل ساق قلبه قاسي

  الثاني - اذا ولى أحد المتجانسين سمي مزدوجا ومكررا ومرددا كما في الحديث: «المؤمنون هينون لينون»، وكقولهم: من طلب شيئا وجدّ وجد.

  وقول البستي:

  أبا العباس لا تحسب لشيني ... بأني من حلا الأشعار عار

  الثالث - من التجنيس نوع يسمى تجنيس الإشارة، وهو ألا يذكر أحد المتجانسين في الكلام، ولكن يشار اليه بما يدل عليه، نحو:

  حلقت لحية موسى باسمه ... وبهرون إذا ما قلبا

  فلا شك أنك اذا ما قلبت هرون من آخره الى أوله يصير (نوره)، لكنه لم يذكرها بلفظها، بل أشار اليها بقوله: وبهرون اذا ما قلبا.

  الرابع - يلحق بالتجنيس شيئان:

  (أ) أن يجمع اللفظين الاشتقاق، كقوله تعالى: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ الْقَيِّمِ}⁣(⁣٢)، وقول أبي تمام: فيا دمع أنجدني على ساكني نجد.

  (ب) أن تجمع اللفظين المشابهة وهي ما يشبه⁣(⁣٣) الاشتقاق وليس باشتقاق، كقوله تعالى: {وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دانٍ}⁣(⁣٤).


(١) لأن اللفظين بمنزلة جناحين من البيت.

(٢) سورة الروم الآية ٤٣.

(٣) لتوافق اللفظين في جميع الحروف أو جلها، فيتبادر الى الفكر أنهما يرجعان الى أصل واحد وليساهما كذلك في الحقيقة.

(٤) سورة الرحمن الآية ٥٤.