علوم البلاغة (البيان المعاني البديع)،

أحمد بن مصطفى المراغي (المتوفى: 1371 هـ)

المبحث السادس في النداء

صفحة 81 - الجزء 1

  ٤ - لا تلتمس من عيوب الناس ما ستروا.

  ٥ - لا تحسبنّ سرورا دائما أبدا.

  ٦ - لا تعاد الناس في أوطانهم.

المبحث السادس في النداء

  هو دعوة المخاطب بحرف نائب مناب فعل كأدعو ونحوه، وأدواته ثمان:

  يا والهمزة وأي وآي وآ وأيا وهيا ووا.

  وهي في الاستعمال قسمان:

  ١ - الهمزة وأي للقريب.

  ٢ - باقي الأدوات للبعيد.

  وقد ينزل البعيد منزلة القريب فينادى بالهمزة أو أي تنبيها على أنه لا يغيب عن القلب، بل هو مالك الفؤاد واللب، فكأنه حاضر الجثمان، ليس بناء عن العيان، كقول الضبيّ في رثاء ابنه:

  أأبيّ لا تبعد وليس بخالد ... حي ومن تصب المنون بعيد

  كما قد يعكس فينزل القريب منزلة البعيد فينادى بإحدى أدواته إما:

  (أ) للدلالة على أن المنادى رفيع القدر عظيم الشأن فيجعل بعد المنزلة كأنه بعد في المكان كقول أبي بكر بن النطاح في مدح أبي دلف العجلي:

  أبا دلف بوركت في كل بلدة ... كما بوركت في شهرها ليلة القدر⁣(⁣١)

  (ب) للإشارة الى أنه وضيع، منحط الدرجة، وعليه قول الفرزدق يهجو جريرا:

  أولئك آبائي فجئني بمثلهم ... إذا جمعتنا يا جرير المجامع

  (ج) للإشعار بأن السامع غافل لاه، فتعتبره كأنه غير حاضر في مجلسك، وعليه قول البارودي:

  يأيها السادر المزورّ من صلف ... مهلا فإنك بالأيام منخدع⁣(⁣٢)


(١) أبو دلف العجلي أحد القواد الشجعان في عهد المأمون والمعتصم، توفي سنة ٢٦٢ هـ.

(٢) السادر الذاهب عن الشيء ترفعا، والمزور المنحرف، والصلف الكبر.