[الإمام جعفر # والطبيب الهندي]
  قال: أنت، إلا أنك من أمرك على ادعاء وشبهة، وأنا على يقين وثقة، لأني لا أرى حواسي الخمس أدركته، وما لم تدركه حواسي فليس عندي موجود.
  قلت: إنه لما عجزت حواسك عن إدراك الله أنكرته، وأنا لما عجزت حواسي عن إدراك الله تعالى صدقت به.
  قال: وكيف ذلك؟
  قلت: لأن كل شيء جرى فيه أثر تركيب لجسم، أو وقع عليه بصر للون فما أدركته الأبصار ونالته الحواس فهو غير الله سبحانه؛ لأنه لا يشبه الخلق، وأن هذا الخلق ينتقل بتغيير وزوال، وكل شيءٍ أشبه التغيير والزوال فهو مثله، وليس المخلوق كالخالق ولا المُحَدث كالمُحدِث.
  قال: إن هذا لقول، ولكني لمُنكر ما لم تدركه حواسي فتؤديه إلى قلبي.
  فلما اعتصم بهذه المقالة ولزم هذه الحجة.
  قلت: أما إذا أبيت إلا أن تعتصم بالجهالة، وتجعل المحاجزة حجة فقد دخلت في مثل ما عبت وامتثلت ما كرهت، حيث قلت: إني اخترت الدعوى لنفسي؛ لأن كل شيءٍ لم تدركه حواسي عندي بلا شيء.
  قال: وكيف ذلك؟
  قلت: لأنك نقمت عليَّ الإدعاء ودخلت فيه فادّعيت أمراً لم تُحِطْ