[إيطال الحجج الواهية بأدلة عقلية]
صفحة 25
- الجزء 1
  قبل أن تكون، إن هذا من أوضح الباطل وأبين الكذب، لأنها قبل أن تكون ليست بشيء فكيف يخلق لا شيء شيئاً؟ وكيف تعيب قولي إن شيئاً يصنع لا شيء، ولا تعيب قولك أن لا شيء يصنع الأشياء؟ فانظر أي القولين أولى بالحق؟
  قال: قولك.
  قلت: فما يمنعك منه؟
  قال: قد قبلته واستبان لي حقه وصدقه بأن الأشياء المختلفة والإهليلجة لم يصنعن أنفسهن ولم يدبرن خلقهن ولكنه تعرض لي أن الشجرة هي التي صنعت الإهليلجة لأنها خرجت منها.
  قلت: فمن صنع الشجرة؟
  قال: الإهليلجة الأخرى.
  قلت: اجعل لكلامك غاية أنتهي إليها، فإما أن تقول: هو الله سبحانه فيقبل منك، وإما أن تقول الإهليلجة فنسألك؟
  قال: سل.
  قلت: أخبرني عن الإهليلجة هل تنبت منها الشجرة إلا بعد ما ماتت وبليت وبادت؟