الإهليلجة،

جعفر بن محمد الصادق (المتوفى: 148 هـ)

[النظر في الآيات]

صفحة 34 - الجزء 1

  واحدة، ومجرى واحد مع سكون من يسكن في الليل، وانتشار من ينتشر في الليل، وانتشار من ينتشر في النهار، وسكون من يسكن في النهار، ثم الحر والبرد وحلول أحدهما بعقب الآخر حتى يكون الحر برداً، والبرد حراً في وقته وإبانه، فكل هذا مما يستدل به القلب على الرب سبحانه وتعالى، فعرف القلب بعقله أن من دبر هذه الأشياء هو الواحد العزيز الحكيم، الذي لم يزل ولا يزال، وأنه لو كان في السماوات والأرضين آلهة معه سبحانه لذهب كل إله بما خلق، ولعلا بعضهم على بعض، ولفسد كل واحدٍ منهم على صاحبه، وكذلك سمعت الأذن ما أنزل المدبر من الكتب تصديقاً لما أدركته القلوب بعقولها، وتوفيق الله إياها، وما قاله من عرفه كنه معرفته بلا ولد ولا صاحبة ولا شريك فأدت ما سمعت من اللسان بمقالة الأنبياء إلى القلب.

  فقال: قد أتيتني من أبواب لطيفة بما لم يأتني به أحد غيرك إلا أنه لا يمنعني من ترك ما في يدي إلا الإيضاح والحجة القوية بما وصفت لي وفسرت.