الإهليلجة،

جعفر بن محمد الصادق (المتوفى: 148 هـ)

[علم النجوم وحسابها أرضي أم سماوي؟]

صفحة 50 - الجزء 1

  قال: ما أمتنع أن أقول هذا.

  قلت: أفليس ينبغي لك أن تعلم أن قولك إن الناس لم يزالوا ولا يزالون قد انكسر عليك⁣(⁣١) حيث كانت النجوم قبل الناس والناس حدث بعدها، ولئن كانت النجوم خلقت قبل الناس ما تجد بداً من أن تزعم أن الأرض خلقت قبلهم.

  قال: ولم تزعم أن الأرض خُلقت قبلهم؟

  قلت: ألست تعلم أنها لو لم تكن الأرض جعلها الله لخلقه فراشاً ومهاداً ما استقام الناس ولا غيرهم من الأنام، ولا قدروا أن يكونوا في الهواء إلا أن يكون لهم أجنحة.

  قال: وماذا تغني عنهم الأجنحة إذا لم تكن لهم معيشة؟

  قلت: ففي شك أنت من أن الناس حدثٌ بعد الأرض والبروج؟

  قال: لا، ولكن على اليقين من ذلك.

  قلت: آتيك أيضاً بما تبصره.

  قال: ذلك أنفى⁣(⁣٢) للشك عني.


(١) وفي نسخة: قد أنكر عليك.

(٢) وفي نسخة: قال ذلك أنفي للشك مني.