الإهليلجة،

جعفر بن محمد الصادق (المتوفى: 148 هـ)

[علم الإنسان ما لم يعلم]

صفحة 65 - الجزء 1

  [ارتباط الخلق بالأرض وحاجتهم للماء

  والله خالق الجميع]

  قلت: أما إذا صحت نفسك فتعال ننظر بعقولنا ونستدل بحواسنا، هل كان لخالق هذه الحديقة وغارس هذه الأشجار وخالق هذه الدواب والطير والناس الذي خلق هذه الأشياء لمنافعهم أن يخلق هذا الخلق ويغرس هذا الغرس في أرض غيره مما إذا شاء منعه ذلك.

  قال: ما ينبغي أن تكون الأرض التي خلقت فيها الحديقة العظيمة، وغرست فيها الأشجار إلا لخالق هذا الخلق وملك يده.

  قلت: فقد أرى الأرض أيضاً لصاحب الحديقة؛ لإتصال هذه الأشياء بعضها ببعض.

  قال: ما في هذا شك.

  قلت: فأخبرني وناصح نفسك، ألست تعلم أن هذه الحديقة وما فيها من الخلقة العظيمة من الإنس والدواب والطير والشجر والعقاقير والثمار وغيرها لا يصلحها إلا شربها وريها من الماء الذي لا حياة لشيء إلا به.

  قال: بلى.