[من أسماء الله الحسنى وصفاته ونفي الأشباه عنه تعالى]
  ذلك لصغره الذكر من الأنثى، ولا الحديث المولود من القديم الوالد(١) فلما رأينا لطف ذلك في صغره وموضع العقل فيه والشهوة للسفاد(٢) والهرب من الموت، والحدب على نسله من ولده، ومعرفة بعضها بعضاً، وما كان منها في لجج البحار، وأعنان السماء، والمفاوز والقفار، وما هو معنا في منزلنا، ويفهم بعضهم بعضاً من منطقهم، وما يفهم من أولادها، ونقلها الطعام إليها والماء، علمنا أن خالقها لطيف وأنه لطيف بخلق اللطيف(٣) كما سميناه قوياً بخلق القوي.
(١) هذا تنبيه منه # على وجود الحيوانات الحية والميكروبات الخفية عن الأبصار والعقول قبل وجود المكبرات واختراع الميكروسكوب، والمنظار بقرون، وغير خفي أن العلم بذلك في أحد عشر قرناً قبل زماننا لم يكن يحصل إلا لذوي النفوس الكاملة والأنظار الثاقبة، الذي خصهم الله من بريته بفضله، وأيدهم بحكمته، وانتجبهم لولايته من بين خلقه، وعلمهم ما لا يعلم غيرهم من عبيده.
(٢) وفي نسخة: والشهوة للبقاء.
(٣) وفي نسخة: لطيف يخلق اللطيف.