[بيان خبر الغدير]
  «هذا الخبر قد بلغ حد التواتر، وليس لخبر من الأخبار ماله من كثرة الطرق، وطرقه مائة وخمس طرق، وفي هذا زيادة على الحد المعتبر في التواتر».
  قال محمد بن جرير الطبري(١):
  خبر الغدير طرقه من خمس وسبعين طريقاً، وأفرد له كتاباً سماه «كتاب الولاية».
  وقال أبو العباس أحمد بن محمد(٢): «خبر الغدير له مائة وخمس طرق»، [وقد](٣) أفرد له كتاباً أيضاً.
  وقال الفقيه الإمام [الفاضل](٤) محب العترة النبوية محمد الديلمي(٥) ¥: لا شك في بلوغ خبر الغدير حد التواتر وحصول العلم به، و لم يعلم خلافاً لمن بعده من الأُمة في أمره، وهم بين محتج به ومتأول له.
  قال سيدنا العلامة فخر الدين يعسوب العلماء الهادين عبد الله بن الحسن الدواري(٦)، أعاد الله من بركاته: قد زاد خبر الغدير على الطريقة المعتبرة في التواتر، وبلغ مبلغا عظيماً في العلم به والجلاء، فلا شك فيه ولا ريب.
(١) محمد بن جرير بن يزيد بن هارون الطبري، أبو جعفر، صاحب التفسير الكبير والتاريخ الشهير، وكتابه «الولاية» المذكور يسمى كتاب الإمامة أيضاً، ولد سنة أربع وعشرين ومائتين، وتوفي ببغداد سنة ست عشرة وثلاثمائة عن تسعين سنة.
(٢) هو إمام الحفاظ، وعالم الشيعة، أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني الكوفي المعروف بابن عقدة ¥.
(٣) ما بين المعكوفين غير موجود في (ب).
(٤) في (ب): القاضي.
(٥) ستأتي ترجمته.
(٦) تقدمت ترجمته.