[بيان خبر الغدير]
  قلت: من أنكر خبر الغدير، فقد أنكر ما عُلم ضرورة من الدين؛ لأنا علمنا من طريق الأخبار المتواترة صحة خبر الغدير، كما علمنا يوم بدر وحنين وأمثالهما من أيامه ÷، وعلمنا ذلك ضرورة من طريق الأخبار المتواترة، كعلمنا أن في الدنيا مكة وشبهها، فمن ناكرنا(١) في صحة خبر الغدير، لم يستحق جواباً؛ لأنه سوفسطاي، للأخبار المتواترة.
  لمعةٌ:
  روى الفقيه بدرالدين محمد الديلمي(٢) ¥ عن أهل البيت وشيعتهم البررة الكرام أنه ÷ لما فرغ من هذا الحديث نزل، وكان وقت الظهيرة، فصلى ركعتين، ثم زالت الشمس، فأذن مؤذن، فصلى بهم الظهر، وجلس ÷ في خيمته، وأمر علياً # أن يجلس في خيمة له بإزائه، ثم أمر المسلمين أن يدخلوا عليه فوجاً فوجاً، فيهنّوه بالمقام، ويسلموا عليه بإِمرة المؤمنين، ففعل الناس ذلك كلهم، ثم أمر أزواجه وجميع نساء المؤمنين أن يدخلن عليه، ويسلمن،
(١) ناكر، نخ.
(٢) الديلمي المذكور؛ هو الفقيه العلامة المتكلم المحدث محمد بن الحسن الديلمي الزبيري؛ صاحب كتاب التصفية؛ وكتاب الصراط المستقيم؛ وكتاب تحقيق قواعد عقائد آل محمد؛ وهو كتاب جليل ذكر فيه أدلة إمامتهم وترجيح مذهبهم؛ وفضل زيد بن علي على سائر الأئمة؛ وفرغ من تأليفه بصنعاء في شهر شوال سنة ٧٠٦ هـ؛ وهو حينئذ على ظهر السفر راجعاً إلى وطنه الديلم؛ ولم يبلغ ذلك بل توفي | بوادي مُرْ في موضع يسمى أرض حسان شامي مكة عام ٧١١ هـ، وكان | من أوعية العلم وأهل المعرفة التامة. انتهى، منقولة من خط السيد صارم الدين ¦، أهـ من هامش (أ).