[مقدمة قبل الجواب على متعلقات صاحب هذه المقالة]
  والقصد هاهنا هو التنبيه [على](١) أشف ما خيل إليه وعول عليه.
  خيال: زعموا أن لفظة الولي في الآية لم ترد بمعنى تملك التصرف، وإنما وردت بمعنى الناصر، وعليه قوله تعالى: {إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ}[الأعراف: ١٩٦] وقوله تعالى: {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ}[الإسراء: ١١١] وأمثالهما مما عولوا عليه.
  جوابه: أن المرجع في معرفة ألفاظ اللغة إلى أئمتها، لا إلى تحكمات الأهواء والأغراض، وقد وردت هذه اللفظة بمعنى الناصر، كما ذكروه، وبمعنى المالك للتصرف [وللأحق بالأمر، وللأملك، وعليه قول شاعرهم](٢) وهو الكميت(٣) في قصيدته المشهورة:
(١) وفي النسخ الخطية: عن.
(٢) في (ب): والأحق بالأمر والأملك، وعليه قول الشاعر.
(٣) قال الإمام الحجة / مجدالدين بن محمد بن منصور المؤيدي أيده الله تعالى في عيون المختار من فنون الأشعار والآثار: الكميت بن زيد الأسدي: من أسد مضر بن نزار، عرض على الفرزدق شعره فأنشده: طربت ... البيت. إلى قوله: ولكن إلى أهل الفضائل والنهى ... البيت. قال: منهم ويحك. قال:
إلى النفر البيض الذين بحبهم ... إلى اللّه فيما نابني أتقرب
قال: أرحني ويحك من هؤلاء؟ قال:
بني هاشم رهط النبي فإنني ... بهم ولهم أرضى مراراً وأغضب
قال: لله درك يابني أصبت فأحسنت إذ عدلت عن الزعانف والأوباش إذاً لايُصرَّد سهمك ولايكذب قولك.
فقال له أظهر ثم أظهر، وكدِ الأعداء فأنت والله أشعر من مضى وأشعر من بقي.
قال في سير أعلام النبلاء الجزء الخامس ص ٣٨٨: الكميت بن زيد الكوفي أقدم شعراء وقته، قيل: بلغ =