[بيان معنى البدعة]
  وأما الفصل الثاني: فقد اختلف العلماء في معنى الحدث في الإسلام، فقال قائل: الحدث في الإسلام هو ما كان كالردة ومؤازرة الكفار والبغي على إمام المسلمين ومَا شابه هذه الأشياء.
  وقال غيره: كل معصية لله سبحانه فهي تسمى حدثاً في الإسلام، كشرب الخمر وأشباهه.
  وأما الفصل الثالث: وهو فيما يطلق على المقالة المتقدمة من هذه الأشياء، فلا شك في تسميتها بدعة؛ لأن السنة جاءت بإمامة علي # وإعظامه وتفضيله على غيره، وأنه هو الخليفة بعده ÷، ومما جاءت به السنة توقير العترة المطهرة والتمسك بأسبابها والدخول في الحطة من بابها، وهذا معلوم من دينه ÷، ولا شك أن المقالة المذكورة عاكست هذه الفصول، وردت هذه الأصول، فلا جرم أن تكون بدعة؛ لأنه لا يخلو ما كان من باب التدينات من أن يكون سنة أو بدعة، وليس قولنا سنة في أفعالنا إلاّ اتباع السنة النبوية والعمل بموجبها، لا أن في أفعالنا المجردة ما يسمى سنة.
  فائدة: قد لا يطلق لفظ السنة إلاّ على ما داوم عليه الرسول ÷ كما تقدم بيانه وهذا مختص بعلم أصول الفقه، وقد يطلق ويراد [به](١) ما قاله النبي ÷ مطلقاً، وإن لم يداوم عليه، ومن ذلك أسلوب العلماء في قولهم يدل عليه الكتاب والسنة، إذا أخذوا في الإحتجاج على شيء، ويريدون بالسنة كلام الرسول ÷،
(١) ما بين القوسين من (ب).