[بيان معنى البدعة]
  وهي بهذا الاعتبار اسم لما تكلم به النبي ÷، ومن ذلك كلام علي # لعبد الله بن العباس، لما بعثه للاحتجاج على الخوارج: (لا تخاصمهم بالقرآن، فإن القرآن حمال ذو وجوه، تقول ويقولون، ولكن حاججهم بالسنة فإنهم لن يجدوا عنها محيصاً)، أراد # بالسنة كلام النبي ÷، وإنما اعتبر في لفظ السنة المداومة فيما كان يخص العبادات القولية والفعلية، كما هو مقرر في مواضعه من كتب الأصول.
  ونعود إلى تمام ما كنا فيه فنقول: قد تلخص أن لفظ البدعة واقع على المقالة المذكورة، وأنها ليست من السنة في مراح ولا مغدا.
  وبقي الكلام هل تسمى حدثاً في الإسلام؟
  فيقال: من قصر على ذلك الأحداث الكبيرة كالردة وموالاة الكفار والبغي على أئمة الحق، لم يسمِ هذه المقالة بهذا الإسم، ومن قال: كل معصية مطلقاً تسمى في الإسلام حدثاً، سمى هذه المقالة بهذا الإسم.
  وأما الفصل الرابع: وهو في بيان حكم القائل بتلك المقالة وحكم السامع لها، فقد تقدم في المسألة الأولى شطر من الكلام في هذا المعنى، ونزيده بياناً هَاهُنا.
  فيقال: قد ثبت تسمية تلك المقالة بدعة، ولا أبلغ في الحث على إنكارها من الحديث المشهور «من انتهر صاحب بدعة ملأ الله قلبه أمنا وإيماناً يوم القيامة»، وروي عنه - ÷ أنه قال لعائشة: «يا عائشة، لكل ذنب توبة إلاّ أصحاب