نهاية التنويه في إزهاق التمويه،

الهادي بن إبراهيم الوزير (المتوفى: 822 هـ)

[بيان معنى البدعة]

صفحة 108 - الجزء 1

  وأوضحوا في ذلك كل دليل وحجة، وكان هجيراهم⁣(⁣١) رد الشبه والخيالات الواردة في إنكار النصوص، ومقارعة المخالفين بقواضب الأدلة، ومطاعنة النواصب برماح البراهين، لا يمسهم في ذلك سَأَم، ولا يردهم مَلام مَنْ لامَ وكَلّم، ولله القائل:

  إذا لم تبر من أعدا علي ... فما لك في محبته ثواب

  هيهات أصبحنا في حثالة رضوا من محبته بما سنح، وسمعوا في دهرهم مَنْ طعن في إمامته ومَنْ قدح، فما هزتهم للرد حمية، وهم يرون إمامة خير البرية لرماح الطاعنين في ميدان [الطرد]⁣(⁣٢) دريئة⁣(⁣٣)، ولله القائل:

  لو كنت من مازن لم تستبح إبلي ... بنو اللقيطة من ذُهْل ابن شيبانا

  إذاً لقام بنصري معشر خشن ... عند الحفيظة إن ذو لوثة لانا

  لكن قومي وإن كانوا ذوي عددٍ ... ليسوا من الحرب في شيء وإن هانا⁣(⁣٤)


(١) الهجيرى: الديدن والمألف، من هامش (أ).

(٢) في (ب): الطعن.

(٣) الدريئَة: الحلقة يتعلم الطعن والرمي عليها. تمت (ق).

(٤) في حاشية الدسوقي على المغني ما لفظه: قوله (لو كنت من مازنٍ ..... إلخ). صاحب هذه الأبيات رجل من بني العنبر، وقوله: من مازن؛ أبوقبيلة من تميم، وقوله: لم تستبح؛ أي لم يستأصلها ويأخذها قهراً، وبنو اللقيطة: قوم من العرب، وقوله: ذهل؛ بضم الذال المعجمة وإسكان الهاء.

والمعشر: جماعة من الناس، وخشن بضم الخاء والشين المعجمتين، أي: شجعان، والحفيظة: الخصلة التي تُحفَّظ لها.

واللوثة بضم اللام: الضعفة، وبفتحها: القوة، والثاء مثلثة فيهما. =