مقدمة التحقيق
  
مقدمة التحقيق
  الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام علي نبينا محمد الأمين، وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين.
  وبعد:
  فقد كان لي شرف المشاركة في تحقيق وإخراج هذا الكتاب العظيم، بعد أن عمل فيه أخي السيد العلامة الفاضل/ أحمد درهم حورية، الذي بذل فيه جُهداً كبيراً يُشكر عليه، ونظراً لمشاغله الكثيرة فقد قمتُ بإكمال ما بدأ، وقد رأيتُ أن أقوم بمقابلته مرة أخرى، وأن أقوم بالترجمة لأعلامه، والتخريج للأحاديث الواردة فيه، حسب الطاقة والإمكان.
  وقد كان حفظه الله تعالى قد رَسَم مقدّمة عظيمة لهذا الكتاب، وترْجمة وافيةً لمؤلِّفه ¥، وأهم الأسباب التي دعته إلى تأليفه؛ أُورِدُها عقب هذا بتمامها.
  هذا وتظهر في صفحات هذا الكتاب المعناة الشديدة التي كابدها المؤلف رضوان الله تعالى عليه ممن يظهرون التصوّف والتقشف وهم منه براء، وإذا كانت هذه معاناته في ذلك الزمان المتقدم، فكيف بزماننا الذي «نزغت فيه نوازع الجهالات، وبزغت فيه بوازغ الضلالات»(١)، إلا أن ثقتنا بالله عظيمة، فقد قال ÷: «إن عند كل بدعة تكون من بعدي يكاد بها الإسلام، ولياً من أهل بيتي موكلاً يذب عنه، يعلن الحق وينوّره، ويرد كيد الكائدين، فاعتبروا يا أولي الأبصار، وتوكلوا على اللَّه»، ومصداقُ هذا الحديث ملموس ومحسوس، «فكلما هدرت شقاشق الشيطان، قطعتها بواتر
(١) الثواقب الصائبة.